عبر عدد من المواطنين بالدارالبيضاء عن تذمرهم من الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام حول تزايد أحداث العنف والإجرام بالبلد، وعزوا أسباب ذلك إلى المشاكل المادية والضغوطات النفسية، التي تؤثر على الحياة اليومية لعدد من المغاربة في ظل غلاء المعيشة وتدني الأجور.عملية إلقاء القبض عن مرتكب جريمة قتل بسيدي مومن (أيس بريس) أفادت تصريحات استقتها "المغربية" من جانب عدد من المواطنين، حول الأخبار اليومية التي تتداول حول ضحايا العنف والإجرام، خاصة ضد القاصرين، أن الظاهرة أخذت ترتفع في الآونة الأخيرة، واعتبرت المشاكل المادية أسبابها الأساسية. وقالت حليمة، مواطنة من حي سيدي عثمان، الذي كان مسرح جريمة قتل، الأسبوع الماضي، ل "المغربية" إن المنطقة أصبحت وجهة لشباب عاطل، قادم من بعض القرى البعيدة، يكترون منازل خاصة بغير المتزوجين أو "الزوافريا"، حسب قولها، يجهلون أعراف وتقاليد سكان الحي القدامى، ويشكلون خطرا على سلامة الأطفال، خاصة الفتيات، لأن من بينهم من لا يتوفر على دخل قار يؤمن به قوته اليومي، ما يدفع إلى ارتفاع ظاهرة السرقة. لعنة المال وأكدت حليمة أن الجريمة التي ذهب ضحيتها طفل في العاشرة من عمره، خير دليل على المشاكل المادية، لأن القاتل، حسب رواية الجيران، لم ينو ارتكاب الجريمة، بل كان يتوخى كسب عشرة ملايين سنتيم من وراء اختطافه الطفل. بدوره عبر حميد، سائق سيارة أجرة صغيرة، ل "المغربية" عن استنكاره لحوادث العنف التي توجه ضد القاصرين، خاصة أعمال الاغتصاب والقتل، موضحا أن هؤلاء الأطفال يقعون ضحايا مشاكل ليسوا مسؤولين عنها، كما ذكر أن ضعف الدخل، والجهل والأمية من الأسباب المؤدية إلى الانحراف، الذي يدفع صاحبه إلى ارتكاب جرائم غريبة. انطلاقا من تجربته العملية واحتكاكه اليومي مع شريحة واسعة من المواطنين، أكد حميد أن التوتر النفسي يؤدي إلى العنف، الذي اكتسح بشكل واسع عددا من الأسر، ويؤثر على العلاقة بين أفراد الأسرة، بمن فيهم الزوج والزوجة، والإخوة لينتقل إلى الجيران ثم إلى الشارع العام. وأشار إلى أن المال أصبح يسير ويؤثر على عدد من القيم التي كانت تميز العلاقات الاجتماعية، كما أصبح الباحثون عن الثروة والغنى يسلكون كل الوسائل للوصول إليها، بما فيها السرقة والدعارة والاتجار في المخدرات، ليكون الضحية هو المواطن الفقير، الذي يبحث عن كسب قوته اليومي بعرق الجبين. وفي هذا السياق تحدث عن الشاب، الذي هاجر من منطقة شيشاوة إلى الدارالبيضاء بحثا عن العمل، والذي أراد الرفع من دخله، رغم عمله اليومي، فتحول إلى مجرم بعد قتله طفلا بحي سيدي عثمان. وأكد السائق أن هذا الحي مثل باقي الأحياء الشعبية بالدارالبيضاء، التي يقبل على السكن بها العزاب القادمون من القرى بحثا عن العمل، وتحدث عن ارتفاع هذه الظاهرة بكل من حي الأمال، وحي الفرح، ودرب الكبير، وحي العيون، وحي الداخلة. وتحدث السائق عن لنزاعات الليلية التي تدور بحي الدرسية بين المتسكعين وما يعرف ب"الكرابة" (باعة الخمور)، التي تتحول إلى أحداث دامية، يذهب ضحيتها عدد من الشباب، مشيرا إلى أنه رغم دوريات الأمن الليلية، فالظاهرة مازالت قائمة وتثير الخوف بين سكان المنطقة. ضحايا الاغتصاب من جانبه قال والد طفل كان ضحية اغتصاب، (فضل عدم الكشف عن اسمه) إن الظاهرة تكشف عن تفشي أمراض نفسية بين فئة من المواطنين، أدت إلى ارتكابهم مثل هذه الجرائم، موضحا أن هذا النوع من المجرمين هم ضحايا الإدمان على المخدرات، والانحراف بشكل عام، وأكد ضرورة خلق مؤسسات خاصة تعنى بوضع حد للاغتصاب، الذي تحول من الممارسة في غياب الرعاية الأسرية إلى داخل الأسرة نفسها ليصبح الأب يمارسها على أبنائه، مؤكدا أن المشاكل المادية تؤدي إلى ارتكاب عدد من الجرائم، خاصة السرقة، التي تدفع بالسارق أحيانا إلى قتل الضحية، حتى لا ينكشف أمره، ليتحدث بدوره عن قاتل الطفل بحي سيدي عثمان، الذي ارتكب جريمة القتل بدافع الحصول على المال، الأمر الذي اهتز له سكان الحي، كما اهتز سكان حي سيدي معروف بعد اغتصاب وقتل قاصر، وسكان التشارك بعد أن رمت العمة ابن أخيها من الطابق الرابع بحي التشارك بالدارالبيضاء.