أكد ولد سويلم، العضو المؤسس للبوليساريو، أن المجتمع الدولي أدرك أن مبادرة حكم ذاتي بجهة الصحراء "هي الصرح الواقعي للتطبيق والمقبول لدى الجميع".وأوضح ولد سويلم، الذي استضافته قناة (ميدي1 سات)، ضمن برنامجها الإخباري "أسبوع في المغرب العربي"، أن نقاشات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة، خلال دورتها الأخيرة، أظهرت أمورا لم تكن واضحة أو معلومة سابقا، بفضل مرونة وجدية وقابلية الطرح المغربي للتطبيق. وعزا ولد سويلم، الذي عاد أخيرا إلى أرض الوطن، عدم الإشارة لا من قريب ولا من بعيد لمطلب الاستفتاء ضمن القرار، الذي صادقت عليه اللجنة الرابعة إلى كون "مواقف المنظومة الدولية بدأت تتغير بتغير هذه المعطيات الجديدة على أرض الواقع، بحيث أن الأطروحات الانفصالية والأطروحات الدوغمائية، التي كانت سائدة في الماضي أصبحت متجاوزة". وأضاف ولد سويلم أن العديد من التدخلات خلال مناقشات اللجنة الرابعة أكدت هذا الأمر، ما مهد الطريق للمجتمع الدولي لإدراك طبيعة النزاع بأنه نزاع بين المغرب والجزائر، مؤكدا أن (البوليساريو) "بمفهومه الأصلي قد انتهى بعودة أغلبية قادته إلى أرض الوطن"، وأن الجزائر "أصبحت تفقد الورقة التي كانت تستغلها للضغط على المغرب ولإعطاء المشروعية لدعمها من تسميهم الصحراويين". واعتبر أن هناك شبه إجماع على أن المبادرة المغربية خلقت نوعا من التوافق، فيما ظلت للجزائر "قراءات شاذة ومواقف شاذة عن الإجماع الدولي"، مبرزا أن أغلبية أفراد المجموعة الدولية ترى أن المقترح المغربي "أصبح القاعدة التي يجب أن تبنى عليها أي حلول مستقبلية، وأعتقد أن العالم يتجه تدريجيا نحو اتخاذ موقف في هذا الاتجاه". وأشار في هذا السياق الى اعتماد الجزائر "ازدواجية" في الخطاب، حيث تدعي حماية حق تقرير مصير الصحراويين، لكنها تمنعهم من أبسط الحقوق كما تدعي الحرص على بناء المغرب العربي، لكنها تصر في الوقت ذاته على خلق كيان جديد. وبخصوص الزيارة التي قامت بها، أخيرا، بعض العناصر لمخيمات تندوف، قال ولد سويلم إن "الجزائر استدعتهم لتكليفهم بتفجير الأوضاع وخلق أعمال شغب تثير التساؤل حول المغرب والتشويش على سياسته المنفتحة، التي بدأت تحصد نجاحات كبيرة، ليس فقط على المستوى الداخلي، لكن على المستوى الخارجي أيضا". وبعد أن ذكر بأن قمة إفريقيا وأم ركا الجنوبية، التي انعقدت، يومي 26 و27 شتنبر الماضي، في فنزويلا والتي منع (البوليساريو) من حضورها كانت "ضربة للدبلوماسية الجزائرية"، أشار ولد سويلم إلى أنه كان من الصعب على الجزائر استيعاب "الانتصارات المتلاحقة"، التي حققها المغرب فعمدت إلى تحريك الانفصاليين من أجل افتعال أوضاع جديدة وإعطاء الانطباع، بأن هناك تفاعلا مع أطروحة الانفصال والتغطية على واقع مخيمات تندوف. وفي ما يتعلق بأهمية إجراء إحصاء لسكان المخيمات، قال ولد سويلم، وهو شيخ قبيلة أولاد دليم، إن هؤلاء السكان لايتحدرون جميعهم من الصحراء، مضيفا أن الجزائر و(البوليساريو) يرفضان أن تقوم الأممالمتحدة بإحصائهم بشكل حقيقي وشفاف، ويقدمان أرقاما مضخمة "يراد بها مكاسب مادية لتمويل مآرب بعيدة عن احتياجات هؤلاء السكان".