أكد أحمدو ولد سويلم، شيخ قبيلة ولد دليم وعضو مؤسس لجبهة «البوليساريو» أول أمس الأربعاء بنيويورك أن «العنصر الأكثر أهمية منذ افتعال هذا المشكل (نزاع الصحراء) من طرف الجزائر، والذي كان محددا في تجسيد عودتي إلى بلادي، هو مشروع الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب لحل نزاع الصحراء». وأضاف ولد سويلم، الذي كان يشغل منصب وزير مكلف بالعالم العربي داخل «جبهة البوليساريو» أن هذا «الاقتراح أعطى للسكان المحتجزين في مخيمات تندوف الأمل في استرجاع حريتهم وضمان حياة أفضل لهم ولأطفالهم». وأعرب ولد سويلم، في كلمة أمام أعضاء اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن أسفه لكون «السيطرة الجزائرية على المخيمات وعلى قياديي جبهة البوليساريو تحول دون تحقيق حلم هذه الساكنة في العودة إلى وطنها»، وقال «لذلك أغتنم فرصة حضوري بينكم، لتوجيه نداء للأمم المتحدة، باسم هؤلاء السكان لمطالبتها بوضع حد لمعاناتهم داخل مخيمات تندوف، من خلال الانخراط، بنية صادقة، في تنفيذ الاقتراح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء»، مشيرا إلى أن «عودتي لم تكن ثمرة قرار متسرع، بل سبقتها عودة على المستوى المعنوي والفكري، منذ 2003، عندما استنتجت ضعف البوليساريو كحركة سياسية نتيجة تسييره من قبل الجزائر من أجل خدمة مصالحها الخاصة». وأضاف ولد سويلم أن «قرار عودته للمغرب نابع من قناعته الراسخة بأن الوقت قد حان لوضع حد لتدخلات الجزائر وكذا لاستغلال الصحراويين»، مذكرا بأنه عاد إلى الوطن الأم، المغرب في 29 يوليوز الماضي، بعد عقود أمضاها بين قياديي «جبهة البوليساريو». وقال ولد سويلم إن «وطني ليس بضعة كيلومترات مربعة من التراب الجزائري، حيث تضيق حرياتنا الفردية، ويهجر أطفالنا وتداس كرامتنا يوميا. إن وطني بالنسبة لي هو الصحراء المغربية حيث جذوري عميقة، وحيث يمكن العيش بحرية وبكرامة، حيث يمكن أن أعيش مرفوع الرأس». ومن جهة أخرى، أشار ولد سويلم إلى أنه على مر عشرات السنين، قامت الجزائر و«البوليساريو» ب«توهيمنا بدولة ذات سيادة، وتغذيتنا بأكاذيب حول دولة مستقلة»، مضيفا أنه «على الرغم من أن بعض مواطني واصلوا سعيهم نحو خرافة الاستقلال، وصدقوا كذب البوليساريو في وقت من الأوقات ، فإن كثيرا منهم أدركوا اليوم أن الأمر لا يعدو كونه خيالا». وخلال هذا الوقت، يضيف ولد السويلم، فإن «المغرب شهد بزوغ عهد جديد من الديموقراطية وتعزيز المؤسسات السياسية وبناء مجتمع عصري ومنفتح»، مبرزا في هذا الصدد أن «أخطاء الماضي قد تمت معالجتها وتسويتها خلال السنوات الأخيرة أمام العموم».