حكاية مكان يضم مجموعة من المخطوطات الأصلية و500 نسخة من كتب الطبعة الحجرية، إضافة إلى 22 ألف مطبوع، منها مخطوطات قيمة كتبت على الرق «جلد الغزال»خزانة القرويين بفاس (خاص) ومن ذلك على سبيل المثال تاريخ ابن خلدون، الذي يحمل جزءا منه وثيقة التحبيس على الخزانة مذيلة بتوقيع مؤلفه عبد الرحمن بن خلدون. إنها خزانة القرويين، التي تربط الماضي بالحاضر. هي خزانة من نوع خاص تشمل كافة العلوم والفنون، فهناك المصاحف وكتب التفاسير والفقه والحديث والأصول والتاريخ والسير والرحلات، والأدب واللغة، والتصوف، والفلسفة والطب، والفلك والحساب، وغير ذلك من الفنون، وتواريخ تأليفها تعود إلى أزمنة مختلفة. يقول عبد الفتاح بكشوف، محافظ خزانة القرويين "مع الأسف كل مخطوطات الخزانة معرضة للإتلاف، لأن الناس لا يعيرون اهتماما للوقف الثقافي في الحفاظ على هذا الموروث". تتوفر خزانة القرويين على أزيد من 22 ألف مطبوع، منها الكتب الحديثة التي تزامنت مع عصر المطبعة، و500 نسخة من كتب الطبعة الحجرية، بمعني الكتب التي طبعت على الحجر، بالإضافة إلى 4000 مخطوط و600 دورية ومجلة. ومن المطبوعات كتب حجرية يعود تاريخها إلى 1000 سنة، بالإضافة إلى 500 مؤلف حديث تتناول مواضيع عديدة. ويضيف محافظ الخزانة "أسست الخزانة لأول مرة بمسجد القرويين، ثم تحولت بعدها إلى قبة السعديين، وأصبح لها باب خارج المسجد بهدف توسيع المعرفة بين كل الديانات". وباعتبار الناحية العلمية أو الناحية الجمالية، وما تميزت به من زخارف وجداول أو بالنظر إلى التاريخ المبكر لنسخها، فهناك ما يعود تاريخ نسخها إلى القرن الثالث الهجري، ومنها ما هو بخط مؤلفه، ومعظم هذه المخطوطات يحمل وثائق تحبيسية على الخزانة، ووثائق التحبيس تفيد أن المحبسين يمثلون مختلف الشرائح الاجتماعية، فهناك تحبيسات الملوك المرينيين والسعديين والعلويين، وهناك تحبيسات الأميرات والأمراء، وتحبيسات القادة والعلماء، ومنها ما هو من تأليف ملوك المغرب وسلاطينه قديما وحديثا. وما يميز الخزانة احتضانها مؤلفات مكتوبة باللغة العربية فقط، وهو ما يقلل نسبة الإقبال لعدد مهم من الطلبة خاصة المتخصصين في اللغات، يقول أحمد البوسعداني، طالب بالسنة الثانية ماستر بكلية الآداب، "شيء مؤسف أن تكون خزانة بهذا الحجم لا تتوفر على مراجع باللغة الفرنسية". ويجري الاطلاع على المخطوطات عن طريق ميكروفيلمات عبارة عن علب تقرأ بواسطة جهاز يشبه الحاسوب يسمى "المقراة"، وتتوفر الخزانة على ما يقرب 768 ميكروفيلما و6 أجهزة لقراءتها. وتتضمن قاعة المخطوطات تجهيزات إلكترونية متطورة لتكييف القاعة حسب طبيعة الجو، وهناك احتياطات أخرى كي لا تؤثر عليها أشعة الشمس، بالإضافة إلى وجود كل مخطوط داخل غلاف خاص يصد عنه الحشرات وتأثيرات المناخ غير الملائم.