افتتح المركز الوطني العراقي للمخطوطات في احدى الدور التراثية الاثنين اول معرض لمخطوطات نادرة للقرآن والاحاديث النبوية يعود بعضها للقرن الاول الهجري. ويضم المعرض الذي افتتحه وزير الدولة لشؤون السياحة والاثار قحطان عباس نعمان ايضا ادوات استعملها الخطاطون من اقلام وشفرات تراثية وحقائب وحافظات الكتب المهمة. وقال الوزير العراقي للصحافيين ان "المركز يضم نفائس تعرض للمرة الاولى وهي ضمن المشاريع التي يدعمها رئيس الوزراء (نوري المالكي) وسنعمل على تطويرها". وكان المالكي دعا الى جعل 2009 عاما لدعم التراث والاثار. واكد نعمان ان الوزارة "بصدد اعادة وتاهيل كافلة المتاحف في عموم محافظات البلاد". ويحتفظ المركز الوطني للمخطوطات بعدد كبير منها يصل عددها الى 47 الف مجلد تتضمن معارف واداب وفنون مختلفة. ووصف عبد الزهرة طالقاني المتحدث باسم الوزارة هذه المخطوطات بانها "نتاج فكري وعلمي وفني لمراحل متعاقبة من التاريخ العربي والاسلامي اللذين كان لهما التاثير المباشر والكبير على الحضارات الانسانية وساهما باغناء الثقافة العالمية". ومن اهم المعروضات التي وصل عددها الى 120 قطعة مصاحف مختلفة كتبت بطريقة تكاد تصل الى حد الاعجاز اظهر فيه الفنان مهارة وقدرة نادرتين في التحكم بالحروف العربي. وبين هذه المعروضات مصحف كتب على جلد افعى داخل علبة صغيرة مثمنة الشكل لا يتجوز قطرها 2,5 سنتم وحبة ارز كتب عليها سورة الاخلاص كاملة وحبة قمح كتبت عليها سورة قريش. وزينت جدران القاعة باللوحات الفنية التي ابدعها كبار الخطاطين من العرب والمسلمين مثل حامد الامدي وهاشم محمد البغدادي وماجد الزهدي. وقال عبد الله حامد مدير المركز التابع لوزارة السياحة والاثار ان "للمركز خططا لافتتاح مثل هذه المعارض خارج العراق". واضاف ان "المبادرة جاءت بعد استتبات الوضع الامني في البلاد". ويقع المركز في شارع حيفا الذي تعرض بين 2006 و2007 لاعمال عنف متواصلة جراء التوتر الطائفي والاشتباكات التي وقعت بين قوات العراقية والاميركية من جهة والمتمردين من جهة اخرى اسفرت عن مقتل العشرات. من جانبها، قالت نسمة عبد الكريم مديرة قسم الفهرسة في المركز لفرانس برس ان "المركز لم يفقد اي من مخطوطاته بعد تغير النظام". واوضح ان "عمليات النهب والسلب لم تطله لان العاملين تمكنوا قبل ايام من الغزو من حفظ جميع المخطوطات بصناديق ووضعها في مكان سري في احد الملاجىء". واشارت الى ان "عددا محدودا من هذه المخطوطات التي تحفظ حاليا في احد مخازن المتحف العراقي تعرضت الى اضرار، لكن المختصين يقومون الان باصلاحها". وكتبت بعض المخطوطات على جلد الغزال المدبوغ، وكذلك البردي. وضم المعرض مجموعة نادرة من مخطوطات علوم القرآن وتفاسيره، من بينها غريب البيان في التفسير وانوار التنزيل واسرار التاويل اضافة الى كتب الحديث النبوي الشريف من ابرزها كتاب الاستبصار للشيخ الطوسي وكتاب الكافي للكليني والجمع بين الصحيحين وغيرها. واكد طالقاني ان "هناك خطة لاقامة معارض اخرى في مختلف العلوم تضم كتبا ومخطوطات في علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات للرازي وجابر بن حيان والحسن ابن الهيثم والكتب الادبية والتاريخية والعلوم الدينية، حتى يطلع الباحثون والمختصون عليها والاستفادة منها". وكان المركز اقام العام الماضي معرضا للخط العربي. الى ذلك، عرضت مخطوطة نادرة للقرآن للخطاط عبد الوهاب نيازي لم يكملها بسبب وفاته في القرن الثامن عشر.