افتتح بفضاء المكتبة الوطنية للمملكة مساء اليوم الأربعاء، معرض "قلم، فن الكتاب"، الذي يقدم مخطوطات عربية، وكتبا، ونماذج من قطع أثرية وإثنولوجية مستقدمة من مختلف متاحف المغرب، تبرز عراقة الخط والكتابة العربيين ودورهما في عملية نقل المعرفة وفي زخرفة المعمار وأدوات الاستعمال اليومي. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، مؤسسة الثقافة الإسلامية بشراكة مع المكتبة الوطنية ووزارة الثقافة، تحت شعار "تحالف الحضارات"، مجموعة من المحاضرات والدورات التكوينية في مجال ترميم المخطوطات والترقيم والتصوير الفوتوغرافي. كما يشمل برنامج هذا المعرض، الذي يعد ثمرة تعاون بين إسبانيا والمغرب بدعم من وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الثقافة الإسبانيتين، ورشات للتجليد والخط العربي بإشراف خبراء في هذا الميدان، علاوة على دراسة وترميم عدد لا بأس به من المخطوطات غير المنشورة سابقا. ويتوخى هذا المعرض، الذي يقام تزامنا مع الرئاسة الإسبانية للإتحاد الأوروبي، تكريم الإشعاع الثقافي والعلمي والروحي للإسلام في الغرب، وإبراز أهمية الكلمة والمعرفة ونقلهما في الإسلام، وكذا المهارة التي بلغتها فنون الكتاب العربي على مدى القرون، فضلا عن نشر وتعميم جزء مما مجموعه 33 ألف عنوان باللغة العربية تحتضنها المكتبة الوطنية ويعود قسم منها لمؤلفين من المغرب والأندلس. كما تروم هذه التظاهرة الثقافية تسليط الضوء على الطابع الخصب والمثمر للتبادل الفكري والعلمي بين ضفتي المتوسط، وبين الأندلس والمغرب، فضلا عما أنتجه هذا التبادل من ثقافة مشتركة. وبهذه المناسبة، أكد سفير إسبانيا بالمغرب السيد لويس بلاناس بوتشاديس في تصريح للصحافة، أن هذا "المعرض يعد الأجمل " خلال السنوات الست التي قضاها سفيرا لبلاده بالمغرب. ويعكس هذا المعرض، يضيف السيد بوتشاديس، "بجلاء تاريخ الكتب، وواقعها وأدوات الكتابة، علاوة على الترجمة وكل ما يعتبر ثروة ثقافية ومعرفية، كما يبرهن على ذكاء هذا الشعب وثقافته" مبرزا أن "شعبا ذا تاريخ هو بالتالي شعب ذو مستقبل". وفي تصريح مماثل، اعتبر وزير الثقافة السيد بنسالم حميش أن "فكرة القلم في هذا المعرض نابعة من دوره في تأسيس الثقافة التي ضمنت في الورق، وكيف أن هذا الورق جعلت منه مخطوطات نقلت المعرفة من جيل إلى جيل"، مضيفا أن "القلم يمارس الجمالية الإستيتيكية أو ما يسمى بالكاليغرافيا". ويشار إلى أن المعرض الذي يفتح أبوابه في وجه العموم إلى غاية 30 يونيو المقبل، يحظى كذلك بدعم من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم الثقافة (يونيسكو)، والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم الثقافة (إيسيسكو).