بينما يجري التحضير لاستئناف المفاوضات حول المقترح المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية، لجأت الجزائر إلى مناورة تشويش جديدة/قديمة، مستغلة انفصاليي الداخل، الذين يبدو أنهم كشفوا آخر أوراقهم، بالظهور في موقع عملاء للمخابرات العسكرية الجزائرية، تحت غطاء نشاط حقوقي مزعوم. احتجاجات سابقة لجمعية الصحراء المغربية أمام السفارة الجزائرية بالرباط (ت:محمد حيحي) وأكد محمد رضا الطاوجني، رئيس "جمعية الصحراء المغربية" أن "زعماء بوليساريو الداخل قابلوا، أول أمس الثلاثاء، بمخيمات تندوف، ثلاثة من كبار القادة العسكريين الجزائريين، القادمين من الجزائر العاصمة، خلال اجتماع دام ساعتين و36 دقيقة". وقال الناشط الجمعوي ل"المغربية"، أمس الأربعاء، إن "الاجتماع، الذي حضره علي سالم التامك، وإبراهيم دحان، ورشيد الصغير، وناصري حمادي، ويحضيه تروزي، وصالح البيهي، ودكحة لشجر، مع المسؤولين العسكريين الجزائريين، تطرق إلى ضرورة تجنيد انفصاليي الداخل طلبة جامعة القاضي عياض بمراكش، وطلبة جامعة ابن زهر، بأكادير، لتمرير أطروحة تقرير المصير، فضلا عن تجنيد الشباب، والقاصرين، في المدن الجنوبية المغربية للغاية ذاتها". وحذر الطاوجني من العملة الصعبة، التي سيدخلها انفصاليو الداخل في المدن الجنوبية، وقال إنه جرى تكليف علي سالم التامك بتوزيع حصص مالية على طلبة جامعتي القاضي عياض، وابن الزهر، حددتها مصادر "جمعية الصحراء المغربية"، في 20 ألف أورو لكل جامعة، إضافة إلى تخصيص مبالغ من الأورو للشباب والقاصرين، الذين يرتقب تجنيدهم بعد عودة زعماء انفصاليي الداخل إلى المدن الجنوبية المغربية. وأشار بيان للجمعية نفسها، توصلت "المغربية" بنسخة منه، إلى أن علي سالم التامك، ويحضيه تروزي، وإبراهيم دحان، أجروا مكالمة مع 14 طالبا جامعيا، وطلبوا منهم تجنيد أكبر عدد ممكن من الطلبة الجامعيين المتحدرين من الجنوب المغربي، الذين يتبنون أطروحة الانفصاليين. في السياق نفسه، طالب الطاوجني "مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية المغربية بضرورة التحري في موضوع الزيارات، والمقابلات، التي أجراها انفصاليو الداخل، مع إلزامية تحديد مسار المبالغ المالية، التي سيجري صرفها في الأيام والأسابيع المقبلة".