جميل أن يجري تهييء قاعة سينمائية بمدينة سلا، وأن تفتح أبوابها في وجه جمهور الشباب، وأن تصبح فضاء ثقافيا وفنيا بامتياز..لكن الأجمل هو أن يجري تأهيل شباب تلك المناطق الهامشية، وخلق تقاليد الفرجة السينمائية لديهم، وذلك طبعا ما لن يتأتى إلا بفضل الأندية السينمائية، التي لم يعد لها وجود، والجمعيات الثقافية، التي يبدو أنها تخلت عن الهم الثقافي والفني. فتح قاعة هوليوود بقلب مدينة سلا في حي كريمة بسلا، وبالقرب من أشهر سوق شعبي بالمدينة "سوق الكلب"، يطرح أكثر من سؤال، عن دواعي اختيار تلك القاعة بالذات، وعن الذين يقفون وراءها، لأنه توجد بالمدينة قاعات سينمائية أعرق منها وبهندسة معمارية جميلة، من مثل قاعة سينما "لوبيرا" بحي تابريكت، وقاعة "النصر" بحي السلام. فقد كان من الأولى أن تجهز وأن تفتح في وجه العموم، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، أو تأتي الرياح بما يناسب قرابات البعض ومصالحهم... بمجرد علم الشباب السلاوي بتنظيم المهرجان الدولي لفيلم المرأة، حجوا جماعات إلى قاعة سينما هوليوود، وتركوا الفضاءات الست المفتوحة بسيدي موسى، والعيايدة، وسلاالجديدة، لمعانقة المخرجين والممثلين المغاربة وأخذ صور معهم، لكنهم وجدوا سياجات منيعة أمامهم، جعلت آمالهم في دخول قاعة سينمائية بحيهم صعبة المنال في هذه المناسبة، مما جعل منظرهم وراء السياج يدمي القلب، ويجعل المنظمين في حيرة من أمرهم، أمام الأسئلة التي أمطرهم بها الفنانون الأجانب، عن أسباب ذلك الخناق والحصار المضروبين على أولئك الشباب، الذين تقام العديد من الأنشطة والمبادرات بأسمائهم، ولكن حينما يرغبون في المشاركة يمنعون، وهو الشيء الذي عبرت عنه فريق عمل شريط "خلطة فوزية" المصري، المخرج مجدي أحمد علي، والممثل فتحي عبد الوهاب، والممثلة إلهام شاهين، الذين قالوا بالحرف " جمهور سلا يستحق أكثر من هذا، ويستحق عددا كبيرا من القاعات السينمائية". فلأي جمهور أعدت تلك القاعة، التي دشنها وزيرا الثقافة والاتصال بكل فخر واعتزاز، واستفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ ولماذا جرى اختيار قاعة سينمائية في حي شعبي، إذا كانت أبوابها ستظل موصدة في وجوه شباب تلك الأحياء؟! [email protected]