- دعوتم في «المنتدى الثقافي» إلى إشراك المؤسسات التعليمية في أنشطة مهرجان طنجة للسينما. لماذا هذه الدعوة؟ < المنتدى الثقافي بطنجة ينظم هذه اللقاءات تحت شعار «السينما في المؤسسة التعليمية»، بشراكة مع نيابة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وبتنسيق مع المركز السينمائي المغربي، والهدف من ذلك هو ربط الصلة بين السينمائيين والتلاميذ والطلبة. هذه المبادرة لقيت منذ انطلاقتها نجاحا كبيرا من خلال تجاوب التلاميذ مع السينمائيين الذين استجابوا تلقائيا وعبروا عن استعدادهم لمواصلة حضور مثل هذه اللقاءات التربوية والفنية التي تهدف إلى تكريس ثقافة القرب، عبر تهييء جمهور سينمائي من الأجيال الصاعدة يكون عاشقا للفن السابع ومتجاوبا مع صناع الفرجة السينمائية. كما تهدف هذه اللقاءات إلى تنمية الخيال الإبداعي لدى المتلقين الشباب في أفق تمكينهم من المشاركة في الفعل الإبداعي من جهة، ولتشجيع عودة الجمهور إلى الفضاءات والقاعات السينمائية تجسيدا لشعار «المدرسة في السينما». - ماذا يمكن أن تستفيد مدينة طنجة بشكل عام من تنظيم المهرجان الوطني للسينما بها؟ < أعتقد أن الاستفادة ستكون أولا على مستوى ترسيخ ثقافة سينمائية لدى الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والمثقفين والفنانين كي ينخرطوا في مشاريع من أجل التنمية البشرية التي تتبنى مبدأ الاستثمار في التنمية الثقافية كدعامة للتنمية الفكرية. ثانيا، هناك البرنامج المقترح من طرف مدير المركز السينمائي المغربي لخلق 250 قاعة سينمائية في أفق سنة 2012، حيث يمكن لطنجة أن تستفيد من صيانة وترميم وإعادة فتح عدة قاعات سينمائية مقفلة، والكثير منها في حالة مزرية. ثالثا، يمكن من خلال السينما تشجيع السياحة الثقافية وإنعاشها وفتح آفاق عديدة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية. - طنجة كانت تاريخيا رائدة على المستوى السينمائي والثقافي والإعلامي قبل أن يطالها التهميش والإهمال. هل يمكن أن يعود إليها بريق الماضي عبر مهرجانات سينمائية وثقافية؟ < فعلا، ريادة طنجة في هذا المجال تعود إلى بداية القرن الماضي. ويجب التذكير بأن افتتاح المهرجان السينمائي الحالي يتزامن مع مرور 95 عاما على تدشين مسرح سيرفانتيس في 13 دجنبر 1913، والذي كان يضم أيضا قاعة للعرض السينمائي. إن طنجة عرفت انتعاشا ثقافيا وفنيا على المستوى العالمي، كما عرفت أول مهرجان دولي لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط سنة 1968. وباستقرار المهرجان الوطني للفيلم بطنجة وتنظيمها للمهرجان الدولي للفيلم القصير بحوض المتوسط، فإن السينما تحقق من وراء ذلك حضورا قويا سيشكل لا محالة قاطرة لنشر وترسيخ ممارسة ثقافية في أبعادها الشمولية. * المنسق العام للمنتدى الثقافي بطنجة