أحالت عناصر المجموعة الخامسة للأبحاث بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، نهاية الأسبوع الماضي، شخصين، يتحدران من مدينة الدارالبيضاء، على أنظار وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية.بعد ضبطهما متلبسين باقتراف عملية نصب بواسطة الشعوذة، بطريقة ما يعرف ب"السماوي"، في الباب الرئيسي للمحطة الطرقية بباب دكالة. وكان المتهمان يستهدفان ضحية فطن إلى العملية، وتوجه إلى مخفر الشرطة للإخبار بالقضية، بعد إيهام المتهمين بالعمل على إحضار المبلغ المالي المتفق عليه. وضبط بحوزة المتهمين، اللذين تترواح أعمارهما بين 22 و30 سنة، حجران صغيران وطلسم، عبارة عن قطعة معدنية، وحافظة نقود، بها قطع ورقية من الجرائد، يستعملانها في عمليات النصب، وقطعة من مخدر الشيرا، وخمسة أقراص مهلوسة. وكشفت التحقيقات الأولية لعناصر الشرطة القضائية أن المتهمين اتفقا على مباشرة عمليات النصب والاحتيال عن طريق الشعوذة بتقنية "السماوي"، انطلاقا من مدينة الدارالبيضاء، فرسما خطة لذلك، من خلال تقسيم الأدوار بينهما، والتردد على أماكن غير معروفين بها، والابتعاد عن بعضهما البعض، والتظاهر أمام الضحية بعدم وجود أي معرفة بينهما. ويتولى المتهم الأول استفسار الضحية، الذي يقع عليه الاختيار، عن بعض العناوين، أو المصالح أو الإدارات الوهمية، ليجيب بعدم معرفته، فيطلب منه مساعدته على استفسار أشخاص آخرين لإرشاده إلى المصلحة، التي يسأل عنها، فيمر أمامهما المتهم الثاني، وكأن الأمر مجرد صفة، فيستفسرانه، ويجيب، هو الآخر، بعدم معرفته، فيدخل معهما في حوار يخبرهما خلاله المتهم الأول أنه يتحدر من مدينة فاس، وله دراية بالتنجيم والسحر، ويؤكد للضحية ومرافقه أنهما مريضان بالمس بالجن والسحر، وباستطاعته علاجهما، فيشعر زميله بأسماء بعض أفراد أسرته، وبعض الأمور الخاصة بحياته الشخصية، ومبلغ الأموال التي بحوزته، فيتظاهر الشريك، أمام الضحية، بالاندهاش، ويؤكد له صحة ما يقوله شريكه. بعد ذلك، يطلب المتهم الأول من الضحية ومرافقه (المتهم الثاني) أن يلتقط كل واحد منهما حجرا وتسليمه له، وفي غفلة من الضحية، يرجع له، بدل الحجر، قطعة معدنية على شكل طلسم، وبعد تظاهره بتلاوة القرآن والنفخ على أيديهما، يطلب من كل واحد منهما الإطلاع على الحجر في كف يده، فيخبره زميله أنه تحول إلى شيء غريب، ويجد الضحية قطعة معدنية بدل الحجر، فيصاب باندهاش، وتزداد ثقته بما يدعيه المتهم. وفي الأخير، يطلب من مرافقه ترك ما بحوزته من نقود ومنقولات للضحية، والتوجه إلى أقرب مرحاض أو خلاء للتبول، وسيكشف حقيقة ما يدعيه من خلال التخلص من مخلفات السحر، وبعد عودته، يؤكد له صحة إدعائه، ليطلب الشيء نفسه من الضحية، وبمجرد مغادرته مكان الحادث، يختفي المتهمان عن الأنظار، ويعملان على اقتسام الغنيمة. وسبق للمتهمين، من خلال سلوكهما هذه الخطة، أن نجحا في تنفيذ مجموعة من عمليات نصب واحتيال بمدينتي الدارالبيضاء ومراكش، ذهب ضحيتها عدد من الأشخاص من مختلف الأعمار، وغنما من كل عملية مبالغ مالية تتراوح بين ألف وألفي درهم، إضافة إلى عدد من الهواتف المحمولة.