أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقاءه مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل المقرر أمس الاثنين، إلى اليوم الثلاثاء، بسبب مشاركته في جنازة الطيار أساف رامون، الذي قضى في تحطم طائرته المقاتلة أول أمس الأحد. ووفقا ليديعوت أحرونوت، فإن نتنياهو يأمل بأن يطلعه ميتشل، الذي وصل مساء السبت الماضي إلى إسرائيل، على موافقة دول عربية لتنفيذ خطوات تطبيعية تجاه إسرائيل، قبيل تحريك العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. كما يأمل بأن يبلغه ميتشل بأن الولاياتالمتحدة لا تريد ممارسة ضغوط على إسرائيل في موضوع تجميد أعمال البناء في المستوطنات وأن توافق على وقف إعلان إسرائيل عن أعمال بناء جديدة لمدة ستة أو تسعة شهور وليس لعام كامل. ويعتزم نتنياهو مطالبة الإدارة الأميركية بأن لا يؤدي تجميد المصادقة على أعمال بناء جديدة في المستوطنات إلى (تشويش) حياة المستوطنين في الضفة الغربية، ما يعني أنه يرفض الموافقة على تجميد مطلق للمصادقة على أعمال بناء جديدة. وكان ميتشل التقى، الأحد الماضي، مع كل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس ووزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع ايهود باراك وألمح خلال لقائه مع بيرس إلى أنه لم يجرالاتفاق حتى الآن على موضوع تجميد الاستيطان، ولذلك لن يجري الانتقال إلى مرحلة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. في المقابل، طالب ليبرمان ميتشل بتمكين المستوطنين من العيش حياة طبيعية، في إشارة إلى مواصلة أعمال البناء وتوسيع المستوطنات. وبحث باراك مع ميتشل في تحديد مدة وقف المصادقة على أعمال بناء جديدة في المستوطنات بالضفة الغربية لمدة عام واحد فقط. من جهة أخرى، نقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن مستشارين لنتنياهو أن عقد قمة ثلاثية بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش أعمال افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل ليست محط الأنظار والأمر الأهم هو المضامين التي سيجري بحثها خلال المفاوضات في المستقبل، وثمة أهمية لأن يمنع الفلسطينيون الإرهاب ويضمنوا بناء مؤسسات الحكم لديهم. كذلك شدد المسؤولون الإسرائيليون أنفسهم على أهمية التقدم في ما وصفوه ب(السلام الاقتصادي) الذي اعتبروا أنه سيشكل إطارا إيجابيا للمفاوضات في المستقبل. ورأوا أن القمة الثلاثية ستكون طلقة بداية مناسبة لتحريك العملية السياسية وستثبت أن جميع الأطراف تبحث عن مسار للحوار يسمح بقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام وبسلاح منزوع إلى جانب إسرائيل. من جانبه، اعتبر بيرس أن عقد قمة ثلاثية الأسبوع المقبل هو أمر مهم لاستئناف المفاوضات بين الجانبين. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مبادرة عقد اللقاء جاءت من القاهرة وتترجم الرغبة المصرية في تحريك المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ نهاية 2008 بالتزامن مع الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة. أما إسرائيل فتأمل من مصر التي يمكنها التأثير على السلطة الفلسطينية، أن تستخدم هذا النفوذ لإقناع محمود عباس بالمشاركة في اللقاء، أليوم الثلاثاء، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وصرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الرئيس الفلسطيني سيجدد الطلب من الإدارة الأميركية التدخل القوي لوقف النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية بشكل كامل بما فيها النمو الطبيعي. وتطالب الولاياتالمتحدة إسرائيل بتجميد كامل للاستيطان، والدول العربية، في المقابل بمبادرات تطبيعية مع الدولة العبرية. لكن حتى الآن لم توافق الحكومة اليمينية الإسرائيلية سوى على تجميد مؤقت للاستيطان وبعدما سرعت عمليات البناء في المستوطنات لتهدئة المستوطنين. وعلى غرار الفلسطينيين، لا تريد الدول العربية السماح بتعليق مؤقت للاستيطان وتستبعد أي تطبيع قبل توقيع اتفاق سلام يتطلب برأيها انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في 1967 وتفكيك المستوطنات نهائيا.