بعد انضمام محمد حمادي، بدأت مجموعة لمشاهب ترسم لنفسها خطا جديدا، ونمطا غنائيا متميزا، وشكلا مختلفاوذلك ليس فقط بأغانيها، بل حتى بالآلات الجديدة المتطورة، وتصاميم اللباس الذي جسد من خلاله أعضاء المجموعة معنى لمشاهب، هذا الاسم المغربي المشتق من اللفظ العربي "الشهب"، الذي تحيل على النار، والشمس الملتهبة. ارتأت المجموعة أن يكون شعارها مجسدا في طريقة لباسها، وهكذا سيعمل الراحل الشريف بنفسه على تصميمها النهائي، وستقوم والدته بخياطة اللباس الأول الذي ستظهر به المجموعة ليظل شعارا لها إلى الآن. كان الشريف ينتبه لكل شيء، فهو من اقترح طريقة وقوف المجموعة على الخشبة، حيث كانت المجموعة تعتمد شكل الهلال، أو القوس، بطريقة هندسية مدروسة تسمح لكل فرد من أفراد المجموعة أن يرى باقي الأعضاء، وأن يحصل ذلك التناغم والتناسق الهارموني في أداء المجموعة، كان موقع الراحل محمد باطما، الذي تميز بصوته الجهوري الفخم، دائما في الوسط، باعتباره المركز والعمود الأساسي للمجموعة، والشريف وحمادي في الجانبين الأيمن والأيسر، بينما الشادلي والسوسدي قريبان منهما. وكانت الآلات، أيضا، تناسب شكلهم، فآلة "الموندولين سيل"، التي كان يعتبرها الجميع العضو السادس في الفرقة، وكان يسميها الراحل لمراني بالشبح، تختلف كثيرا عن آلة "الموندول" الجزائرية ذات الحجم الصغير، التي تحتوي ثمان أوتار مزدوجة، كما أنها تختلف عن آلات الموندولينو الإيطالية، وآلات البزق الشرقية. لقد صمم لمراني آلة مخالفة نسبيا وأطلق عليها اسم "موندولون سيل"، مضيفا إليها وترا تاسعا مبتكرا به جوابه الخاص "الصول"، كما أن حجم هذه الآلة كان أكبر من الموندول، كما كانت تتوفر على زند "مانش" عريض يمنح مسافات جديدة، وصندوق الصدى "مرنان" أكثر عمقا، يضمن صوتا صافيا رنانا، كما وفر الوتر التاسع نغمة مزدوجة واحدة حادة وأخرى فخمة في المستوى الموسيقي نفسه وهو ما سمي ب"أوكتاف" فيما بعد، وكان الهدف من هذا كله الحصول على توزيع صوتي متناسق، بين أعضاء المجموعة ينسجم فيه الصوت الفخم والصوت الحاد. تطلب صنع هذه الآلة من الراحل لمراني قرابة السنة، لتصبح آلة استثنائية من حيث الصوت والنغمات، كما ابتكر لها ميكروفونا صغيرا لتعطي ذلك التنوع في الأصوات والنغمات، التي كان يحاكي من خلالها كل الآت الوترية تقريبا من قبيل "القيتارة"، والعود، والبزق، والسيتار الهندي الشديد التعقيد، إضافة إلى المندول الجزائري، الذي كان متأثرا به، بحكم حبه الشديد لوهران الجزائرية، التي ولد بها سنة 1949.