باشرت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أول أمس السبت، الاستماع إلى 16 شخصا متورطين في قضايا الاتجار في المخدرات عبر التراب الوطني، ألقي عليهم القبض في عملية أمنية شملت مجموعة من أباطرة المخدرات. وأفادت مصادر مطلعة "المغربية" أن الموقوفين وردت أسماؤهم في ملفات شبكات تهريب دولية للمخدرات فككت، في الفترة الأخيرة، وصدرت في حقهم مذكرات بحث، أكثر من مرة. وذكرت المصادر أن التحريات قد تكشف عن تورط أسماء وازنة مع الموقوفين، مشيرة إلى أن الأمن ما زال يتعقب متهمين آخرين في لائحة المبحوث عنهم. وحسب بلاغ للإدارة العامة للأمن الوطني، فإن من بين الموقوفين، اثني عشر منهم مبحوث عنهم من طرف مختلف الأجهزة الأمنية، فيما يشكل أربعة أشخاص عصابة إجرامية متخصصة في ترويج المخدرات الصلبة. وكشف أن هذه العملية، التي شملت إيقاف "مجموعة من أباطرة المخدرات"، أسفرت عن "حجز كمية مهمة من المخدرات الصلبة، بالإضافة إلى مجموعة من الوثائق مكونة من بطائق التعريف الوطنية، ورخص السياقة المزورة، ومجموعة من الآليات والسيارات التي كانت تستغل من طرف أفراد هذه العصابات لتسهيل نشاطهم الإجرامي". وأضاف البلاغ "أن هذه العملية تأتي في إطار السياسة المسطرة من طرف السلطات العمومية في مجال محاربة الاتجار في المخدرات العادية والقوية، وتبعا للجهود التي تبذلها المصالح الأمنية لمحاربة هذه الظاهرة، واستغلالا للمعلومات التي جرى تجميعها في هذا السياق". وأشار إلى أن "الأبحاث والتحريات في هذه القضية تجري تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء"، مبرزا أن المتورطين في الأفعال الإجرامية المذكورة، سيحالون على العدالة. وتزامنت هذه العملية مع حجز مصالح الشرطة والجمارك أزيد من طن ونصف من مخدر الشيرا بميناء الحسيمة. وكانت المخدرات البالغة كميتها 1535 كيلوغراما مخبأة على شكل صفائح، بداخل عربة نقل مرقمة بفرنسا، ويقودها مواطن فرنسي. وأظهرت التحريات أن الظنين شاينون دومنيك (54 عاما) ويعمل خبازا، كان دخل إلى المغرب بتاريخ 21 ماي الماضي عبر الميناء البحري لطنجة، وكان يستعد لمغادرة المملكة، الخميس الماضي، في اتجاه ألمرية على متن باخرة (برايم روز) التابعة لشركة (كوماريت). وأحيلت المخدرات والعربة على المصلحة المحلية للجمارك، في حين سلم المتهم للشرطة القضائية بالحسيمة قصد التحقيق معه. وكانت عناصر الشرطة بالمركز الحدودي باب سبتة تمكنت، في اليوم نفسه، من إلقاء القبض على عامل مغربي ببلجيكا متلبسا بتهريب 1 طن و60 كيلوغراما من المخدرات موضوعة فوق سيارته من الحجم الكبير. وذكرت المصادر أن المعني بالأمر لجأ إلى هذه الخدعة، حتى لا يثير شكوك رجال الشرطة، خاصة أن السيارة ملئت عن آخرها بأفراد عائلته. وفي محاولة لخداع رجال الأمن خرج المهاجر المذكور من سيارته مرغيا مزبدا، وهو يحتج على رجال الأمن بحجة تعاملهم غير اللائق مع العاملين بالخارج، ولجوئهم إلى تفتيش سياراتهم، رغم وجود النساء والأطفال. وعوض أن تنطلي الحيلة على رجال الأمن أثار تصرفه شكوكهم، وجعلهم يتفحصون حمولة السيارة بتمعن كبير أسفر عن حجز الكمية المذكورة. وأفادت أن المتهم (المزداد سنة 1956)، الذي كان يسافر رفقة عائلته المكونة من الزوجة وخمسة أبناء من بينهم 3 قاصرين، وضع تحت الحراسة النظرية، في انتظار استكمال التحقيق معه، وإحالته على العدالة.