تنتظر السلطات الإسبانية في إقليم أستورياس (شمال إسبانيا)، منذ شهر فبراير الماضي، ردا من الحكومة المغربية لترميم مقبرة المسلمين "بارسيا"، حيث يرقد عدد من الجنود المغاربة، الذين شاركوا في الحرب الأهلية الإسبانية (1963- 1939). وفي تصريحات للصحافة الإسبانية، أفاد المسؤول عن المقبرة، ريكاردو غارسيا باروندو، أن السلطات المحلية في إقليم أستورياس بصدد دراسة إمكانية استخراج جثث الجنود المغاربة المدفونين في المقبرة، مؤكدا أن هذه العملية لا يمكن أن تجري إلا بموافقة السلطات المغربية. وفي انتظار رد رسمي من قبل الحكومة المغربية، شرع المسؤولون عن المقبرة في إجراء مناقشات مع الجمعية الحقوقية المغربية "مركز الذاكرة والمستقبل"، الذي كاتب الحكومة المغربية في الموضوع. وكان المسؤولون الإسبان حاولوا في مناسبات عديدة ترميم وإعادة بناء المنشآت المتضررة، مستبعدين في الوقت ذاته تحويلها إلى وجهة سياحية، بل مراعاة واحترام تاريخ المقبرة وطابعها الإسلامي، في محاولة لإدراجها في قائمة التراث التاريخي للحرب الأهلية الإسبانية. وبنيت مقبرة المسلمين "بارسيا"، التي تعرف باسم "مقبرة المورو"، سنة 1936، من أجل دفن جثامين المغاربة، الذين جندهم الجنرال فرانسيسكو فرانكو في حربه ضد النظام الشرعي آنذاك. ويجهل لحد الآن عدد الجنود المغاربة المدفونين في مقبرة المسلمين "بارسيا"، رغم أن بعض المصادر التاريخية الإسبانية تشير إلى وجود 300 قبر ل "حرس المورو"، الذين سقطوا في معركة "إيل إيسكامبليرو" في مدينة "أوفييدو"، حيث كان فرانكو يستعملهم دروعا بشرية.