قضت محكمة الاستئناف بمدينة خريبكة أخيرا، بإدانة المتهمين باغتصاب فتاة بعد إشهار السلاح الأبيض في وجهها والفرار، بسنتين حبسا نافذا وبتأييده في باقي ما قضى به وتحميلهم الصائر مع الإجبار في الأدنى، بعد أن وجهت لهم تهم السرقة الموصوفة والاختطاف.وجاء الحكم بعد إلغاء القرار المستأنف، في ما قضى به من براءة جميع المتهمين من أجل جريمة الاختطاف، وفي ما قضى به من براءة المتهمين ( ر.ك) و(ح.ج) من أجل ما نسب إليهما من جناية السرقة الموصوفة، وفي ما قضى به من إدانة المتهم (ب. ب) من أجل جنحة السرقة. وبناء على الاستئناف الذي تقدمت به النيابة العامة، الذي يقضي بعدم مؤاخذة جميع المتهمين بما نسب إليهم من جناية الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب، والحكم ببراءتهم، وبعدم مؤاخذة المتهمين (ر.ك)، و(ح.ح)، بما نسب إليهما من جناية السرقة الموصوفة والحكم ببراءتهما، وبمؤاخذتهما من أجل جنحة السكر العلني والحكم على كل واحد منهما بغرامة مالية قدرها 500 درهم، وبمؤاخذة المتهم (ب.ب)، من أجل جنحة السرقة والحكم عليه بثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 500 درهم. وتراجع المتهمون خلال الجلسة عن أقوالهم السابقة أمام قاضي التحقيق، التي اعترفوا فيها بفعل الممارسة الجنسية مع الضحية، لينكروا ذلك جملة وتفصيلا كما أن الضحية نفسها، تراجعت عن تصريحاتها السابقة، مؤكدة عدم تعرضها لأي اغتصاب، موضحة أن نية المتهمين كانت تتجه إلى اغتصابها، وأن رفيقها هو من اغتصبها وافتض بكارتها. ويجعل الفصل 486 من القانون الجنائي من جريمة الاغتصاب جناية، وأمام إنكار المتهمين وتراجع الضحية عن تصريحاتها التمهيدية، صرحت المحكمة ببراءة المتهمين من جناية الاغتصاب، الذين اعترفوا بسرقة (الهاتف المحمول، وسلسلة العنق الذهبية). وتعود تفاصيل القبض على المتهمين إلى أن اثنين منهما كانا يتجولان في الشارع العام في حالة سكر شديد، ما جعل دورية للشرطة تتوقف بعدما أثار انتباهها ضجيج وضوضاء لتتبين في الأخير أنها أمام شخصين لعبت الخمرة برأسيهما، فقبضت عليهما على أساس أنهما أحدثا فوضى في الشارع العام، ومن خلال التحريات تبين أنهما كانا وراء عملية اختطاف، واحتجاز، واغتصاب، شابة تدعى (ع. ف)، كانت تسعى رفقة صديقها (م.ج)، إلى الاختلاء في مكان ما بعيدا عن أنظار الفضوليين، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان. لم تكن الأرض لتسع (ع. ف)، من الفرح وهي تخطو جنب حبيبها، تداعب أحلاما جميلة وآمالا لا حدود لها، تتخيل فارسها يحتضنها ويسابق الريح على حصان أبيض، متجها نحو عالم لا مكان فيه للفضوليين، لكن الرياح تجري بما لاشتهي السفن. عقارب الساعة كانت تشير إلى السابعة مساء، وكان الحبيبان يقتربان من دوار"العربي لامين"، حين تفاجآ بعصابة تتكون من خمسة أشخاص، أشهر أحدهم السكين، في حين وجه آخر لكمات متوالية لفارس الأحلام (م.ج)، وحين استشعر هذا الأخير خطر الموقف، ركب دراجته النارية ونجح في الانفلات من قبضة غريمه الذي كان أقوى منه بنية وجرأة، وانتبهت (ع.ف) لتجد نفسها وحيدة في أرض المعركة بلا سلاح ولا فارس، لتتأكد أن ما كانت تعيشه قبل قليل، لا يعدو أن يكون أضغاث أحلام، واستدارت في محاولة منها للهرب من العصابة التي سال لعابها لامتلاك جسدها، وجرت مسرعة للانفلات من قبضتهم، لكن أحدهم تبعها وأحكم قبضته عليها مهددا إياها بالقتل إن فكرت مرة أخرى في الهرب. أخذ منها هاتفها المحمول واقتادها كأسير ضعيف لم يعد أمامه أي خيار سوى الاستسلام. وفي مكان بعيد ب"دوار العربي لامين"، خلف المطحنة، تقدم منها أحدهم وجردها من ملابسها، وبدت لهم أكثر فتنة من السابق، ليزدادوا إصرارا على اغتصابها، وأحست بنبضات قلبها تتسارع وعلمت أنها أمام امتحان صعب قد يعصف بأحلامها ويفقدها أغلى ما تملكه، استعطفتهم وبكت وطلبت منهم أن يخلوا سبيلها مقابل أي شيء يطلبونه منها، لكنهم اختاروا جسدها وتناوبوا عليها الواحد بعد الآخر دون رحمة و لا شفقة، وكان أصغرهم سنا هو من افتض بكارتها وسلب منها سلسلة العنق الذهبية. تحطمت أحلام الصغيرة على صخرة الواقع، وعادت وقد أصبحت فتاة أخرى مختلفة، بلا بكارة، بلا كرامة، وبلا أحلام ...