أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، أمس، صلاة الجمعة بمسجد الحسن الثاني بتطوان.(ح م) وأكد الخطيب في مستهل خطبة الجمعة أن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، أوصى المسلمين بما فيه نجاحهم ونجاتهم وما يضمنون به الهدى ويتجنبون به الزيغ والضلال، ألا وهو التمسك بالقرآن والالتزام بسنة النبي خير الأنام، والاحترام والمحبة اللازمين لذرية المصطفى، صفوة بني الإنسان. وأضاف أن المملكة المغربية أتاها الله حظا وافرا في هذا الاتباع، بما رزقها من دوام الخلافة والإمامة العظمى في ولاية إمرتها، متجسدة في إمارة المؤمنين، التي يجدد لها المؤمنون الولاء الديني المفروض في آخر كل خطبة جمعة، بل وفي آخر كل صلاة مفروضة بدعاء التأييد والمباركة والطاعة. وبعد أن أشار إلى أن كتاب الله وسنة رسوله هما الأمانة التي عرضها الله على الإنسان ورضي له بحملها، أكد أن هذه الأمانة تحتاج إلى مؤتمن عليها، وأن تلك هي المهمة العظمى التي يطوق الله بها من تولى أمر المؤمنين. وفي السياق نفسه، قال الخطيب إن أمير المؤمنين، هو حامي الملة والدين، بحماية القرآن والسنة، وأن هذه الحماية تكون من أمرين اثنين هما الجمود والجحود، أي جمود الذين يضيقون الدين بسبب ضيق أفكارهم، وجحود المنكرين والمنحرفين من أهل الأهواء، الذين يريدون أن يفعلوا بالدين ما ليس من جوهره، ولا من طبيعة الربانية التي هي رحمة للعالمين. وأوضح أنه بإمارة المؤمنين نحمي هويتنا، عقيدة ومذهبا، وأن هذه الإمارة تستوجب، بما توفر فيها من شرط حماية الملة والدين، ما يجب لها شرعا من سند العلماء ومباركة الصلحاء، مبرزا أن الإرادة الربانية شاءت أن يطل القرن الحادي والعشرون والأمة المغربية تنعم بقيادة ملك شاب، ورث المجد والسؤدد أبا عن جد، وتقلد إمارة المؤمنين عهدا عن أسلافه المنعمين، إمارة تزكيها وتؤكدها البيعة العامة المتجددة، والولاء الكامل من جانب الأمة، التي تشهد لإمامها بالوفاء. وأضاف أن جلالة الملك محمد السادس قام، منذ أن اعتلى عرش أسلافه الميامين، بأعمال جليلة إلى جانب تجديد صرح الدين من أجل إرساء نهضة شاملة، مبينا أن هذه الأعمال الجليلة لجلالته، لها وجهان متلازمان، هما وجه النفع في الدنيا، ووجه ييسر أمور الفوز في الآخرة، وشدد على أن تكون هذه الجهود المتواصلة قدوة لأبناء هذا الوطن، وإذكاء لعزائمهم وشحذا لهممهم من أجل مزيد من الجهد والمثابرة على الجد والوفاء التام، والإخلاص الكامل لرمز عزة هذا الوطن ومجده، صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقال الخطيب إنه إذا كان لكل زمان رجاله ولكل ميدان فرسانه، فإن ملاذ أبناء المغرب، هو جلالة الملك الذي قيده الله لهذه الأمة، فجاء على قدر وعلى موعد مع التاريخ، ليسجل في صفحات أمجاد الوطن أروع الملاحم، حيث أعلنها حربا ضروسا على الفقر، فأصبح عرشه، على عادة أجداده، هو كرسي سيارته، يجوب به المملكة طولا وعرضا، يخطط وينشئ ويدشن. وذكر الخطيب بأن من الواجب الديني للعلماء والوعاظ والخطباء والدعاة، أن يبينوا للناس أولويات الدين، مؤكدا أن وفاء الأمة المغربية بجميع مكوناتها وشرائحها، في عهودها لملوكها الأبرار، صادر عن محض التدين والتعبد لله، امتثالا لقوله تعالى "وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون". وابتهل الخطيب في الختام إلى العلي القدير بأن ينصر أمير المؤمنين، حامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس، نصرا عزيزا يعز به الدين، ويجمع به كلمة المسلمين، وبأن يقر عينيه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، كما تضرع إلى الله عز وجل بأن يغذق شآبيب رحمته ومغفرته على الملكين المجاهدين، جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، وأن يكرم مثواهما