أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس التزام المملكة الراسخ ببناء اتحاد مغاربي مستقر ومندمج ومزدهر.وقال جلالة الملك، في خطاب وجهه اليوم الخميس إلى الأمة بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتلاء جلالته العرش: ومساهمة من بلادنا في توفير ظروف تفعيل العمل المغاربي المشترك، كخيار استراتيجي، لتحقيق تطلعات شعوبه الخمسة للتنمية المتكاملة، والاستجابة لمتطلبات الشراكة الجهوية, وعصر التكتلات الدولية، نؤكد إرادتنا الصادقة لتطبيع العلاقات المغربية-الجزائرية. وذلك وفق منظور مستقبلي بناء، يتجاوز المواقف المتقادمة والمتناقضة مع الروح الانفتاحية للقرن الحادي والعشرين. ولاسيما تمادي السلطات الجزائرية في الإغلاق الأحادي للحدود البرية". وأوضح جلالة الملك أن هذا الموقف المؤسف للجزائر يتنافى مع الحقوق الأساسية لشعبين جارين شقيقين، في ممارسة حرياتهم الفردية والجماعية, في التنقل والتبادل الإنساني والاقتصادي. "وبنفس الروح المغاربية, يضيف جلالة الملك, سنواصل جهودنا الدؤوبة, وتعاوننا الداعم للمساعي الأممية البناءة للوصول إلى حل سياسي, توافقي ونهائي, للخلاف الإقليمي حول مغربية صحرائنا". وفي هذا الصدد، أكد جلالته تشبث المغرب بالمبادرة المقدامة للحكم الذاتي، لجديتها ومصداقيتها، المشهود بها دوليا، بركائزها الضامنة لحقوق الإنسان، والهادفة لتحقيق المصالحة، ولمِّ الشمل، بين كافة أبناء الصحراء المغربية، وبأفقها المغاربي والجهوي البناء, المتطلع لرفع التحديات التنموية للمنطقة، وضمان التقدم والرفاهية لساكنتها. ومن جهة أخرى, أكد صاحب الجلالة عزم المغرب على مواصلة الجهود لتعزيز أواصر الأخوة العربية والإسلامية، سواء بإعطائها مضمونا اقتصاديا وتنمويا فعليا، أو من خلال نصرته الدائمة، للقضايا العادلة للأمة، و"في طليعتها عملنا كرئيس للجنة القدس, على صيانة هويتها, ووضعيتها كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، كاملة السيادة؛ مؤكدين انخراطنا، في إجماع المجتمع الدولي, على رؤية الدولتين. ومرحبين بالتزام الإدارة الأمريكية بالحل العادل، بما يقتضيه من مستلزمات وتوافقات". كما شدد جلالة الملك على أن المملكة ستواصل في تجسيد تضامنها وتعاونها مع الدول الإفريقية الشقيقة, وفي مقدمتها بلدان الساحل المجاورة, وذلك بالمثابرة على إقامة شراكات حقيقية معها, قائمة على المصالح المشتركة, وتحقيق التنمية المستدامة, "واضعين تجاربنا وخبرتنا في خدمتها, كنموذج للتعاون جنوب- جنوب، بمشاريع تنموية بشرية وهيكلية". وفي سياق حرص المغرب على التفعيل الأمثل للوضع المتقدم والمتميز لشراكته مع الاتحاد الأوروبي، دعا جلالة الملك إلى تضافر جهود كافة الفعاليات الوطنية للتأهيل من أجل كسب تحديات هذا الوضع وحسن استثمار الفرص التي يتيحها في جميع المجالات، بالموازاة مع مواصلة الإسهام الجاد في كسب الرهانات الجهوية الجديدة ومن بينها تفعيل المبادرة الواعدة, للاتحاد من أجل المتوسط.