في مدينة تنمو بسرعة كالدارالبيضاء، حيث تجول في شوارعها أزيد من مليون و200 ألف مركبة، وتعبُرها الالاف من الشاحنات والسيارات التجارية القادمة من جهات أخرى، كان من الضروري توسيع الطرق وبناء الأنفاق وزيادة خطوط الترامواي، لاستيعاب هذا العدد المتزايد لوسائل النقل المختلفة وتسهيل حركة المرور أمام مستعملي الطريق.. وهذا تحديدا ما أقدمت عليه سلطات العاصمة الاقتصادية، التي فتحت العديد من المشاريع الكبرى لتخفيف الاكتظاظ في أهم المحاور الرئيسية. لكن هذه الأشغال، التي تم إطلاقها في أوقات متقاربة، أعطت نتائج عكسية، على الأقل حسب ما صرح به العديد من السائقين لصحيفة «الصحراء المغربية»، الذين أجمعوا على أن التنقل في الدارالبيضاء بات «مهمة صعبة»، إن لم تكن «مستحيلة» في عدد من المحاور، خصوصا وسط المدينة، مثل شارع رحال المسكيني وتقاطع شارع الحسن الثاني وعلال الفاسي، الذي يشهد هذه الأيام انطلاق المرحلة الأولى من ربط الخط الرابع والأول للترامواي. ومن المتوقع، حسب شركة التنمية المحلية «كازا ترونسبور»، أن تستمر لمدة 15 يوما. ودعت الشركة في هذا الصدد، السائقين ومستعملي الطريق إلى تفادي هذا المقطع عبر تغيير المسار مرورا عبر شارع مولاي يوسف، وتحويل المسار من شارع الحسن الثاني إلى شارع الرشيدي، الذي بات مفتوحا من الاتجاهين. كما يستحيل المرور من شارع محمد سميحة بسبب أشغال تجهيز منصة الطرامواي T3 من كلا الجانبين، بحسب الشركة نفسها، في حين تشهد الأشغال في شارع عبد الكريم الخطابي المحادي له تباطؤا ملحوظا. ورغم تقدم الاشغال على مستوى شارع مولاي عبد الرحمن الذي سيستضيف محطة نهاية السير الخط 3 من طرامواي، فإن حركة المرور مازالت مغلقة، ويتم تحويل المسار عبر شارع الجيش الملكي. بداية التخفيف من حدة الأشغال أوضحت شدى الطيب، مديرة التواصل بشركة الدار البيضاء للنقل، أن المرحلة الأولى والثانية من أشغال الباصواي والتراموي بلغت نسبة متقدمة، حددتها في 75 في المائة بالنسبة لخطي الحافلات عالية الجودة، وبالتالي فقد انتهت جل الأشغال المرتبطة بالبنية التحتية ووضع السكك الحديدة التي تُسبب في الازعاج والإغلاق. وأضافت في تصريحات ل»الصحراء المغربية» أن المرحلتين المتبقيتين، وتخصان إعادة تأهيل الأرصفة، ووضع أثاث جديد للشوارع، وتركيب معدات الطاقة وأنظمة التذاكر، فهي لا تستدعي ترتيبات من شأنها إعاقة المرور. ودعت شدى الطيب السائقين خلال شهر رمضان لتجنب ما أمكن المرور من وسط المدينة، خصوصا عبر شارع رحال المسكيني وشارع علال الفاسي، اللذين يشهدان حاليا أشغالا كبرى تعيق حركة السير، موضحة أن شركة الدارالبيضاء للنقل شرعت في أشغال التراموي والباصواي، انطلاقا من الأحياء البعيدة لتصل في الآونة الأخيرة إلى وسط المدينة، لذلك صار التنقل بها صعبا. وقالت إن خطة انطلاق الأشغال من عمق المدينة إلى وسطها تمت بموافقة السلطات الأمنية والمحلية. واعتبرت أن كل هذه الأشغال لا تمثل سوى نسبة قليلة جدا في مدينة يبلغ طول شوارعها وأزقتها 1000 كلم. العبء الكبير يتحمله رجال الأمن في كل المحاور التي تشهد أشغالا كبرى، تقوم شرطة المرور بدور كبير لتسهيل حركة السير وتوجيه الساقين نحو مسارات بديلة، وهي المهمة التي اعتبرتها الناطقة باسم شركة الدارالبيضاء للنقل، «فعالة ومجدية» في بلوغ الأشغال هذه المراحل المتقدمة من الإنجاز. وأوضحت شدى الطيب في هذا الصدد، أنه قبل الشروع في أي مرحلة من الأشغال، تنعقد لجنة التنقل، التي تضم بالخصوص، السلطات الأمنية والمحلية، وممثلين عن شركة الدارالبيضاء للنقل ومجلس المدينة، ولا يمكن تنفيذ العمل إلا بموافقة الجميع. وأعطت مثلا بشارعي محمد السادس واولاد الزيان، حيث ساهم التعاون مع السلطات في تسريع وتيرة الإنجاز، مؤكدة أن المرور عبر هذين المحورين لم يعد معيقا كما قبل، مضيفة أن الوضع نفسه يسود في حي الرحمة وشارع القدس حيث انتهت الأشغال الكبرى والمزعجة المرتبطة بخط الباصواي. وكانت النائبة الثامنة لعمدة الدارالبيضاء، نوفيسة رمحان، المكلفة بتدبير حفظ الصحة، خرجت أخيرا على شاشة «دوزيم» لتدافع عن رئيسة مجلس المدينة، أمام استياء مستعملي الطريق من الأشغال الكثيرة، بالقول إن الرميلي وفريقها أعطوا تعليماتهم للمسؤولين عن الأوراش لتسريع وتيرة الأشغال، من أجل الانتهاء منها، كما هو محدد مسبقا، في نهاية السنة الجارية. وثمن مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالنظافة والمساحات الخضراء، تصريحات نوفسية رمحان، بالتأكيد على أن المسؤولين يحاولون جاهدين العمل على تسريع وتيرة الأشغال في العديد من الأوراش المتعلقة بتهيئة الطرق والشوارع، وإن كانت أغلبها لن تنتهي نهائيا إلا مع بداية شهر يوليوز المقبل، حسب تصريح ل"الصحراء المغربية".