توج تسعة من نساء ورجال التعليم، مساء أمس السبت خلال حفل أقيم بمراكش، بجائزة "أستاذ السنة" في نسختها الثالثة، برسم الموسم الدراسي 2020-2021، التي تنظمها وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة بشراكة مع مؤسسة الزهيد وبتنسيق مع جمعية أصدقاء المدرسة العمومية، نظير مشاريعهم المتميزة والنموذجية والهادفة إلى إبراز ممارسات بيداغوجية جديدة وفعالة وخلق بيئة مواتية للمبادرة. وعادت الجائزة الأولى في فئة ''التعليم الابتدائي العمومي" لخالد بيلا (أكاديمية الدارالبيضاء – سطات)، والثانية للسعدية كرومي (أكاديمية مراكش- آسفي)، بينما كانت الجائزة الثالثة من نصيب عبد الله وهبي (أكاديمية سوس – ماسة). وآلت الجائزة الأولى في فئة ''معاهد الترقية الاجتماعية والتعليمية"، لفاطمة موسبق (أكاديمية بني ملال- خنيفرة)، متبوعة بالحسين روال من الأكاديمية نفسها، بينما عادت الجائزة الثالثة لخديجة دادة (أكاديمية مراكش – آسفي). وفي فئة ''التربية الدامجة"، فاز بالجوائز الثلاث الأولى، على التوالي، كل من صفية الإفريقي (أكاديمية الرباطسلا- القنيطرة)، وأسماء الزبيدي (أكاديمية مراكش – آسفي)، ومينة الدوادي (أكاديمية الرباطسلا- القنيطرة). وقبل تسليم الجوائز للفائزين والفائزات، أكد شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن ممارسة القرب والعمل الميداني والتواصلي تشكل مداخل أساسية لتحقيق أهداف تجويد منظومة التربية والتكوين، منوها بمختلف المشاريع المقدمة من طرف جميع المشاركات والمشاركين، والتي أبانت عن روح إبداعية في اختيار الأفكار وفي تحويلها إلى مشاريع عملية، تساعد المتعلم على اكتساب معارف جديدة، أو التغلب على صعوبات في التعلم. وأعرب بنموسى عن يقينه بأن مثل هذه المبادرات سيكون لها الوقع الإيجابي وكبير الفائدة على التعلمات وعلى الارتقاء بالممارسات الصفية داخل المنظومة، مشيدا بكل المساهمين في تنظيم هذه الجائزة الخاصة بتكريم المدرسات والمدرسين، الذين يعملون كل يوم على التأسيس لعالم أفضل، وذلك من خلال مشاريع ذات أثر فعلي ومباشر على المتعلم. من جانبها، أوضحت ليلى بنسليمان رئيسة جمعية أصدقاء المدرسة العمومية، أن كل فرد يطمح أن تكون دراسة أبنائه جيدة وأن الجميع يتمنى أن يعيش في بلده آمنا مطمئنا، الشيء الذي لا يمكن أن يستثب إلا إذا اشتغلنا على المدرسة وعلى تربية الناشئة. بدورها، أشارت سعاد الزهيد نائبة رئيسة مؤسسة الزهيد،إلى أن هذه الجائزة، التي انطلقت سنة 2019 على المستوى الاقليمي ثم الجهوي، وبعد ذلك أصبحت وطنية، لها دور في الساحة التربوية لإبراز الكفاءات البيداغوجية والديداكتيكية، مبرزة أن هذا الحفل شكل مناسبة لتكريم الأساتذة الذين يبدلون العطاء من اجل بناء مواطني الغد. وأكد باقي المتدخلين أن هذا التتويج يكتسي أهمية رمزية، لكونه يعد فرصة للتذكير بالمكانة الأساسية التي يحتلها المدرسون في المجتمع، وأن هناك وعيا بأن مستقبل العالم في يد هذه الفئة، مشيرين الى أنه ينبغي على المدرس المتميز أن يعرف كيف يربط الغايات، المتمثلة في القيم التي يكافح من اجلها المجتمع، بالوسائل، والبحث عن سبل تجسيد قيم الحرية والتضامن في ممارساتهم الصفية. وتدخل هذه الجائزة في إطار تكريس ثقافة الاعتراف وتحفيز المبادرات الرائدة في صفوف نساء ورجال التربية والتكوين وتشجيع التميز المهني، وذلك في إطار تفعيل مقتضيات القانون الإطار 17-51، خصوصا في مجال الرفع من جودة التعلمات. وتهدف هذه الجائزة إلى تثمين الممارسات البيداغوجية المبدعة، ذات الأثر الحقيقي على التعلمات، وخلق دينامية لتقاسم الإبداعات البيداغوجية، وبعث دينامية في بحث الأساتذة عن ممارسات تربوية قابلة للتطوير، ومبتكرة. وتطمح الجائزة، التي تميزت في نسختها الثالث بكونها أصبحت وطنية تشمل مجموع الأكاديميات الجهوية، عكس النسختين الأولى والثانية (إقليمية، ثم جهوية)، إلى تكريس روح التنافس بين هيئة التدريس، من أجل إبراز ممارسات بيداغوجية جديدة وفعالة، وخلق بيئة مواتية للمبادرة والتقاسم والتعاون.