ناشدت الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتعويض الزمن المدرسي المهدور جراء الإضرابات المتكررة التي شهدتها المدارس العمومية خلال الموسم الدراسي الحالي، داعية الأساتذة إلى التشبث بروح المسؤولية الوطنية والتربوية التعليمية والبحث عن آليات ترافعية لملفهم المطلبي دون المس بزمن تعلمات تلامذة المدرسة العمومية وإقحامهم في ذلك. وفي هذا الصدد، قال نورد الدين العكوري، رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، ل»الصحراء المغربية»، إن زمن تعلمات تلاميذ المدرسة العمومية ضاعت خلال الأسدس الأول من الموسم الدراسي الحالي بأزيد من 40 يوما بسبب تغيبات الأطر الأكاديمية عبر الإضرابات المتكررة، خاصة أن السنة الدراسية محدودة وبدأت متأخرة في شهر أكتوبر. وتساءل العكوري في معرض حديثه عن كيفية استدراك ما ضاع لهؤلاء التلاميذ من تعلماتهم، ناهيك عن عدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ الذين يدرسون لدى الأطر الأكاديمية مقارنة بمن يدرسون لدى الأساتذة الرسميين، خصوصا في العالم القروي، مشيرا إلى أن أغلب الأساتذة المتعاقدين يزاولون مهنة التدريس بالقرى، مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل التي تعرفها مؤسسات البوادي من هدر للزمن المدرسي وضعف التكوين بها. ونبه رئيس الفدرالية إلى أن بعض أولياء الأمور باتوا يرفضون تسجيل أبناءهم بالمدارس التي يشتغل بها الأطر الأكاديمية بدعوى أن أطفالهم سيحرمون من ساعات التمدرس خلال الإضرابات، التي يشنها المعنيون بالأمر لتحقيق مطالبهم ما يجعل التلاميذ يدفعون ثمن ذلك. وتوقف المتحدث ذاته في تصريح ل»الصحراء المغربية» عند النقاش المفتوح بين النقابات الممثلة للأطر والإداريين الأكاديميين ووزارة التربية الوطنية، حيث قال «بدلا من أن يواصل الأساتذة المعنيون في التدريس داخل الأقسام في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الحوار بين النقابات والجهات الوصية على القطاع، يعمدون إلى التوقف عن العمل والتغيب والخروج في مسيرات للاحتجاج، دون الأخذ بعين الاعتبار ممثليهم من النقابات وضاربين عرض الحائط مصالح التلاميذ التعليمية»، معتبرا هذا الأمر نوعا من الأنانية وعدم المسؤولية. وهدد العكوري بأن أولياء وآباء التلاميذ سيضربون أيضا عن المدرسة العمومية في حالة استمرار الإضرابات، التي تضر بقطاع التعليم العمومي، داعيا الوزارة الوصية الحسم في هذا الملف لأن المدخل الأساسي لإصلاح التعليم والارتقاء بجودته يبدأ أولا بالحفاظ على زمن تعلمات التلميذات والتلاميذ، وفقا لتعبيره. وكانت الرابطة المغربية لجمعية آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، قد أصدرت بيانا أعربت فيه عن قلقها وتذمرها من الوضعية الراهنة، التي تشهدها المدارس العمومية جراء الإضرابات المتكررة التي اعتبرتها «غير مفهومة» والتي وصلت إلى 44 يوما، مما يؤدي إلى ضياع زمن التعلمات وتعميق أزمة المنظومة، التي تعرف أصلا الكثير من الأعطاب، حسب ما جاء في البيان. وفي الوقت الذي ينتظر المجتمع المغربي الانكباب بسرعة على معالجة هذه الاختلالات، تقول الفدرالية «نجد من يفضل نهج أسلوب الحسابات الضيقة ولو أدى ذلك إلى التضحية بالزمن المدرسي لفلذات أكبادنا وانتهاك حقوق المتلعم الذي خرج من كورونا يكابد الصعوبات بمجهودات فردية وأخرى مؤسساتية، لم تمكن مع ذلك من تحقيق مستوى التحصيل الدراسي الذي تطمح إليه الفدرالية»، مضيفة أن هذا الأمر «يضرب في العمق المبدأ الدستوري القاضي بجعل التعليم الجيد حقا من حقوق المتعلم ويتعارض مع المادة 26 من القانون الإطار 51.17 التي نصت على ميثاق المتعلم بوصفه الوثيقة التعاقدية التي تفرض على كل الجهات المسؤولة ضمان حقوقه الدراسية، وعلى رأسها الاستفادة من زمن التعلم المقرر كاملا غير منقوص». وتبعا لذلك، طالبت الفدرالية من الوزارة الوصية بالتدخل الفوري وبشكل مستعجل لاستدراك ما يمكن استدراكه من أجل إنقاذ الموسم الدراسي الحالي، وتوقيف المنحنى التنازلي لمستوى التحصيل الدراسي، الذي بلغ مستويات متدنية تقر بها المؤسسات الوطنية والدولية، حسب تعبيرها.