عن عمر ناهز ال83 عاما، رحل عن عالمنا الكاتب القصصي إدريس الخوري، الذي وافته المنية مساء الاثنين بمدينة سلا. وتلقت الساحة الثقافية بالمغرب نبأ رحيل إدريس الخوري، الكاتب وعضو اتحاد كتاب المغرب منذ سنة 1968، بأسى وحزن بالغين، باعتباره أحد الأسماء البارزة في الإبداع القصصي بالمغرب، حيث شكل إلى جانب الراحلين محمد شكري ومحمد زفزاف ثلاثي الإبداع الأدبي المتميز، الذي خلف صدى كبيرا في المشرق والمغرب. وقال الكاتب الصحافي، عبد الرحيم التوراني، صديق الراحل ورفيق دربه، «أكاد لا أصدق خبر وفاة إدريس الخوري الذي غافل الجميع ورحل، كأنني كنت أستثنيه من الموت، أستثني غياب الجرأة والسخرية اللاذعة والبساطة والإقبال على الحياة والانحياز للحداثة والصدق والانتماء للهامش وللفقراء...لن أقرن اسم الصديق إدريس الخوري أبدا بكلمات «المرحوم والفقيد»، لأنه دائما معي ومعنا وبيننا... من جانبه كتب الشاعر محمد بنطلحة ناعيا الراحل إلا هذه ! بادريس لم ينتظر وفعلها، قلب المائدة وغادرنا، بوجهه البشوش، وبابتسامته المعهودة. غادر للتو . ولكن إلى أين؟ إلينا طبعا أيتها الأبجدية، كم أنت يتيمة منذ هذه اللحظة! كما نعى بيت الشعر، واتحاد كتاب المغرب، الراحل في بلاغ ورد فيه أنه «بوفاة الكاتب إدريس الخوري، يكون المغرب الإنساني والإبداعي والإعلامي، قد فقد إنسانا نادرا واستثنائيا، وكاتبا كبيرا، ومبدعا رفيعا وملتزما وأحد من خدموا الثقافة والصحافة والإبداع الأدبي المغربي، بشكل قل نظيره، على مدى عقود من الكتابة والإبداع والحضور والنضال والسفر والمغامرات وحب الحياة والنقاش والجدل والتضحيات». وولد إدريس الخوري في النصف الثاني من سنة 1939 بحي درب غلف الشعبي، بالدارالبيضاء قريبا من المعاريف الحي الأوروبي آنذاك. ففتح عينيه في الوقت نفسه على الثقافة الشعبية ونظيرتها الأوروبية. ترعرع في أسرة عمالية فقيرة نزحت إلى الدارالبيضاء من سهول الشاوية، وتحديدا من ولاد سي بنداوود تتكون من خمسة إخوة وأخت واحدة. عمل الراحل صحافيا بجريدة المحرر، التي تحولت إلى الاتحاد الاشتراكي، وانضم إلى اتحاد كتاب المغرب في أكتوبر 1968. كتب مجموعات أساسية في شجرة القصة القصيرة المغربية: «حزن في الرأس والقلب»، «ظلال»، «مدينة التراب» «بدايات»، «الأيام والليالي»، «يوسف في بطن أمه»، وكتبا أخرى في النقد التشكيلي أو الفني مثل «قريبا من النص بعيدا عنه»، و«كأس حياتي»…