تستعد المنصة الجينومية التابعة للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط لاستقبال مجموعة من العينات عن الحالات الإيجابية للمصابين بفيروس كوفيد19، منها المكتشفة لدى بعض المسافرين القادمين من الخارج، موازاة مع فتح الحدود الجوية في وجه حركة المطارات المغربية. وترتكز عملية الرصد الجينومي لدى الحالات الإيجابية للكشف المبكر عن وجود حالات لمتحورات فرعية للمتحور نوع BA2، باعتباره المتحور الفرعي لأوميكرون الأكثر انتشارا في دول العالم، لا سيما على مستوى القارة الأوروبية، حيث تجاوزت نسبة انتشاره 88 في المائة، وحيث أغلب الرحلات المتبادلة من وإلى المغرب، وفقا للمعطيات التي وافا بها البروفيسور المصطفى الفاهيم، مسؤول المنصة الجينومية التابعة للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط. ويأتي ذلك، بينما تظل حالات انتشار المتحور الفرعي BA2 قليلة جدا مقابل الانتشار الواسع لنوعBA1 في المغرب، بناء على نتائج الاشتغال على بعض العينات بشراكة ما بين المنصة الجينومية والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، يوضح الفاهيم. وترمي عمليات الرصد الجينومي، أيضا، التأكد من مدى وجود خصوصية مغربية لدى المتحورات الفرعية ل BA2، التي قد تميزها عن تلك المنتشرة في العالم، في الشق المتصل بميكانيزمات احتفاظها أو فقدانها لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في أماكن محددة بالبروتين الشوكي. وتكمن أهمية الرصد الجينومي في تقوية عملية اليقظة الوبائية من الفيروس وتتبع شكل التغيرات، التي تحدث على متحوراته لمساعدة السلطات الصحية على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب للمحافظة على استقرار الوضعية الوبائية وتفادي وقوع أي تطورات سلبية عليها في المغرب، يبرز مسؤول المنصة الجينومة. وأكد مختص الرصد الجينومي تواصل عملية اليقظة الجينومية من المتحورات الجديدة، رغم استبعاد حدوث ذلك، كونها مشروطة بحدوث تغييرات كبيرة ومختلفة جدا على ما هو عليه الأمر لدى المتحور الأصلي «أوميكرون»، وهو ما لا يتوفر في الفترة الحالية، إذ اكتسبت شريحة عريضة من السكان لمناعة جماعية طبيعية، بعد الانتشار السريع الذي عرفه «أوميكرون»، خلال الأسابيع الماضية، إلى جانب المناعة الناتجة عن عملية التلقيح. وبالموازاة مع ذلك، يجري التركيز على الرصد الجينومي عن مدى اكتساب المتحور أوميكرون ومتحوراته الفرعية لطفرات جديدة ذات خصوصية مغربية، أخذا بعين الاعتبار اكتشاف اكتساب «أوميكرون» لطفرات سابقة كان يتميز بها المتحور «دلتا»، إلا أنها حاليا قليلة العدد ولا تثير أي قلق في المغرب، يضيف مسؤول المنصة الجينومة.