أفاد البروفيسور مصطفى الفاهيم، مسؤول المنصة الجينومية التابعة للمركز الوطني للبحث العلمي في الرباط، أن المنصة الجينومية تنكب حاليا على إجراء مجموعة من عمليات الرصد الجينومي ل»أوميكرون» على بعض العينات لتبيان علاقتها بمتحورات جديدة، استجابة إلى طلبات إجراء تحاليل الكشف عن السلالات المتحورة وضمنها «أوميكرون»، لدى مصابين بفيروس كوفيد 19. وتبعا لذلك، فرضت تطورات الوضعية الوبائية على المنصة الجينومية الرفع من وتيرة العمل ومن عدد الاختبارات الخاصة بالكشف عن نوعية السلالات الجينومية للمتحورات المنتشرة للفيروس الأصلي لكوفيد19، لا سيما بعد تجدد ارتفاع عدد الإصابات بعدوى «أوميكرون» على الصعيد الدولي. وتحدث عن الرصد الجينومي الخاص بمتحور حديث الظهور، الذي يتطلب إنجاز عدد كاف من الاختبارات، والتي يفترض أن يتراوح بين 300 إلى 350 اختبارا، أسبوعيا، ضمن كل 500 حالة إيجابية مصابة بالفيروس الأصلي لكوفيد19 لرفع فرص التعرف على الفيروس ورصده بشكل مبكر لاتخاذ الإجراءات الوبائية الكفيلة بتفادي سرعة انتشاره محليا. ■ علمنا أنه منذ الإعلان عن ظهور المتحور الجديد «أوميكرون»، وأنتم تنشغلون بتتبع الوضعية الوبائية الحالية من خلال مشاركتكم بالنقاش وعرض المقترحات في عدد من الاجتماعات. ما توصيات الاجتماع الأخير لمديرية الأوبئة بخصوص مستجدات كوفيد19؟ من أهم التوصيات، الرفع من مستوى اليقظة الوبائية عبر الرصد الجينومي محليا، تفاعلا مع هذه الوضعية الوبائية التي تفرض نوعا من الترقب والتحقق من المعطيات الواردة حول المتحور الجديد. الآن، نحن بصدد إجراء مجموعة من الكشوفات على بعض العينات الموجبة لتبيان علاقتها بمتحورات جديدة، استجابة إلى طلبات إجراء تحاليل الكشف عن السلالات المتحورة وضمنها «أوميكرون»، لدى مصابين بفيروس كوفيد 19. الوضعية فرضت على المنصة الجينومية في المركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط، الرفع من وتيرة العمل، ومن عدد الاختبارات الخاصة بالكشف عن نوعية السلالات الجينومية للمتحورات المنتشرة للفيروس الأصلي لكوفيد19، ضمنها الكشف عن مدى وجود المتحور «أوميكرون»، لا سيما بعد تجدد ارتفاع عدد الإصابات بعدواه على الصعيد الدولي. ■ ما هي الطريقة العلمية أو المخبرية التي تعتمدون عليها للرصد الجينومي ل «أوميكرون»؟ الرصد الجينومي ل»أوميكرون»، يتطلب الاشتغال على عينات الاختبارات الإيجابية للحمض النووي لكوفيد 19، بتوظيف تقنية المسح بواسطة PCR الخاص بالمتحور «ألفا» و»أوميكرون». بشكل عام، تمر تقنية الكشف عن السلالات المتحورة عبر مراحل، أولها تعتمد على طريقة المسح بواسطة PCR العادي للتأكد من وجود الفيروس في العينة، ثم المرحلة الثانية عبر استعمال PCR الخاص بالمتحورات المراد الكشف عنها، وأخيرا، إجراء التحليل الدقيق باستعمال تقنيات قراءة تسلسل مكونات المادة الوراثية «نوكليوتيد»، وهو من نوع التحليل الدقيق الذي يعطي سلسلة تقارن بسلسلة الفيروس الأصلي المكتشف في مدينة ووهان بالصين. وانطلاقا من هذه المقارنة، يحدد نوع ومكان التغير، وهو ما يسمى بالطفرات التي تحدد نوعية المتحور. ■ ما هي المدة التي تتطلبها عملية الكشف الجينومي عن المتحورات الجديدة وضمنها «أوميكرون»؟ المرحلة الأولى، الخاصة بالمسح العادي بواسطة PCR، تتطلب ما بين 3 إلى 4 ساعات، أما مرحلة كشف التسلسل الجينومي المعروف في الوسط العلمي بتسمية «séquençage»، فتتطلب ما بين 24 و48 ساعة . ■ كم هو عدد الاختبارات اليومية التي تسمح لكم بالرصد الجينومي المبكر عن السلالات المتحورة وضمنها «أوميكرون»؟ يتراوح عدد اختبارات «séquençage» المنجزة أسبوعيا ما بين 68 و100 عينة، في ظل استقرار الحالة الوبائية لانتشار فيروس كوفيد19 في المغرب، والمتسمة بتراجع عدد الحالات الإيجابية. أما بالنسبة إلى الحالات المشكوك فيها، فإنها تحال مباشرة على القراءة الجينومية. الأمر يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تفرض عددا معينا من الاختبارات المنجزة يوميا، والتي يجب أن تشكل 10 في المائة من مجموع العينات المنجزة ذات الحمض النووي الإيجابي، عندما يكون المتحور المعني واسع الانتشار. أما عندما يتعلق الأمر بالرصد الجينومي بمتحور حديث الظهور، فإن عدد الاختبارات المفروض إنجازها يجب أن يتراوح بين 300 إلى 350 اختبارا، أسبوعيا، ضمن كل 500 حالة إيجابية مصابة بالفيروس الأصلي لكوفيد19. الغرض من تكثيف هذه الاختبارات يكمن في أهمية رفع فرص التعرف على الفيروس ورصده بشكل مبكر لاتخاذ الإجراءات الوبائية الكفيلة بتفادي سرعة انتشاره محليا، ثم نشر المعطيات حول الوباء بالبنك الدولي للمعطيات حول الوباء، الذي بموجبه تصنف الدول حسب درجة خطورة الوباء لديها على الصعيد العالمي. ■ هل تستطيعون دائما رفع تحدي تسريع وتيرة إجراء عمليات التسلسل الجينومي رغم إكراهات ضعف مخزون المستلزمات التي تتطلبها هذه الاختبارات في المغرب؟ صحيح أننا نواجه إكراه النقص في عدد مستلزمات التحليل الجينومي، بالنظر إلى أن جميع أنواعها مستوردة من الخارج، وفي بعض الأحيان نواجه بضعف عدد المتوفر منها بسبب ارتفاع الطلب العالمي عليها، لا سيما في سياق انتشار الجائحة وإغلاق الحدود والأجواء في إطار التدابير الاحترازية التي تطلبتها الوضعية الوبائية. ■ ما توقعاتكم بخصوص اليقظة الوبائية عند إعادة فتح الحدود والأجواء الجوية في وجه المسافرين، لا سيما منهم القادمون من الدول التي وصل إليها «أوميكرون»؟ طبعا، السلطات المغربية تستعد لتعزيز المراقبة الجينومية لدى القادمين إلى المغرب من البلدان التي تنتشر فيها السلالات المتحورة، لا سيما «أوميكرون»، مع الاستمرار في المراقبة الجينومة على الصعيد المحلي لقراءة السلسلة الجينومية للطفرات الخطيرة أو التي تدعو إلى القلق. وللرفع من فرص مطابقة القراءة الجينومية لمعطيات الواقع، وبالتالي ضمان الرصد المبكر عن حالات إصابة محتملة واتخاذ تدابير اليقظة الوقائية والعلاجية في الآن نفسه، نحن في حاجة إلى تكاثف المجهودات وتوفير إمكانات الرفع من عدد الاختبارات المنجزة أسبوعيا.