وصفت منظمة الصحة العالمية السلالة الجديدة من فيروس كورونا "أوميكرون"، الذي اكتشف بجنوب افريقيا بأنه "مثير للقلق"، وأثار الإعلان عن هذا المتحور الجديد مخاوف العديد من بلدان العالم التي سارعت إلى إغلاق حدودها مع هذا البلد. فماهي خصائص "أوميكرون"؟ ولماذا أثار كل هذا القلق الدولي؟. وفي جوابه عن هذه الأسئلة، قال مصطفى فهيم، مدير المنصة الجينومية بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، أن السمة الرئيسية لمتغير "أوميكرون"، هي العدد الكبير من الطفرات الذي يضمه. وأوضح فهيم، في تصريح لموقع القناة الثانية، لوحظ أن "متحور "أوميكرون"، يحتوي على 30 طفرة في بروتين "سبايك" الفيروسي الذي يسمح بغزو الخلايا، وتم تحديد 10 من هذه الطفرات في مكان معين من هذا البروتين المسؤول عن الارتباط بالمستقبلات في الخلايا البشرية"، مفسرا أن "هذا المتغير لديه قدرة كبيرة على التمسك بمستقبلات الخلايا وبالتالي غزوها بسهولة أكبر، مما قد يعني سرعة انتشار عالية". وأوضح أن سبب القلق الدولي، هو هذه الطفرات لمتحور "أوميكرون" قد تسمح بتجاوز مناعة اللقاح، مشيرا إلى أنه تم تطوير العديد من اللقاحات المضادة لكوفيد -19 بناء على بروتين "سبايك" الخاص بالفيروس، وهو نفس البروتين الذي تم اكتشاف طفرات في المتحور الجديد، موردا أن هذا المعطى قد يدفع المختبرات لتطوير لقاحات تتكيف مع هذه السلالة الجديدة". "خلال الأيام القليلة المقبلة ستضع جميع البلدان والسلطات الصحية هذا المتحور الجديد تحت المجهر وتراقب سرعة انتشاره"، يقول مدير المنصة الجينومية بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، ثم أضاف: "سنعرف إذا كان "أوميكرون" سيحل محل متحور "دلتا" (السائد حاليا والذي يحتوي على عشر طفرات فقط) خاصة من حيث سرعة انتشاره". في مواجهة خطر انتشار هذه السلالة المتحورة في المغرب تظل الإجراءات الاستباقية أمر حاسم، لذلك قررت السلطات المغربية أول أمس الجمعة، منع دخول التراب الوطني لجميع مواطني جنوب إفريقيا ودول جنوب إفريقيا (بوتسوانا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق وزيمبابوي) وكذلك المسافرين القادمين من أو الذين يحملون جنسيات ومروا عبر هذه البلدان، واعتبر المتحدث ذاته، أن هذا الإجراء ضروري بحيث أن كل الموجات الوبائية التي عاشها المغرب تعود أصولها إلى سلالات مستوردة، مشددا على أن "الإجراء الوقائي الأول الذي يجب اتخاذه هو رفع مستوى اليقظة على الحدود وتعزيز قيود المراقبة وأن يظل على مستوى الترقب".