شهدت مختلف مناطق جهة درعة تافيلالت تساقط كميات مهمة من الأمطار والثلوج، الأربعاء والخميس، وبلغ سمك الثلوج في بعض المرتفعات ما بين 20 و25 سنتيمترا. ووصلت الثلوج إلى المرتفعات المطلة على واحات درعة وتافيلالت، كما غطت الثلوج أشجار النخيل في بعض الضيعات الفلاحية في منطقة بوذنيب بإقليم الراشيدية راسمة مناظر جميلة ونادرة بالمنطقة. وحسب مديرية الأرصاد الجوية، فإن أعلى التساقطات المطرية في الجهة سجلت في إقليمي زاكورة والراشيدية 15ملمترا لكل منهما، و9 ملمترات في مدينة ورزازات من السادسة من صباح الأربعاء إلى غاية السادسة من صباح أمس الخميس. كما شهدت منعرجات جبال أيت ساون على الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مدينتي ورزازات وأكدز بإقليم زاكورة، تسببت في توقف مؤقت لحركة السير بسبب تساقط كميات مهمة من الثلوج. واستبشر السكان خيرا بالتساقطات التي شهدتها مختلف مناطق جهة درعة تافيلالت بعد عدة سنوات من الجفاف وندرة المياه الجوفية، التي دفعت بالعديد من الفلاحين إلى تقليص المساحات المزروعة، حيث جفت العديد من الآبار. ويأمل السكان أن تساهم هذه التساقطات في إغناء الفرشة المائية وتوفير كميات كافية من مياه السقي والشرب في مختلف مناطق الواحات، التي تشهد جفافا غير مسبوق منذ سنوات. كما شهدت جماعة إمي نولاون بجبال الأطلس الكبير بين إقليمي ورززات وأزيلال تساقطات ثلجية مهمة تسببت في انقطاع العديد من المسالك الطرقية المؤدية إلى دواوير إمزري، وتساوت، وإمضراس، وتسكايوالت وإشباكن. وتعمل الآليات والجرافات التي سخرتها السلطات الإقليمية على إعادة فتحها وفك العزلة عن السكان. وفي منطقة أوزيغمت بجماعة أهل مكون بإقليم تنغير، استبشر السكان خيرا بالتساقطات الثلجية الكثيفة، التي شهدتها المنطقة. وأكد الفاعل الجمعوي سعيد عمي في تصريح ل»الصحراء المغربية» أن مصالح وزارة التجهيز تبذل مجهودات لفك العزلة عن المنطقة، حيث وضعت آلياتها في حالة استعداد لأي تدخل لفتح أية مسالك طرقية تقطعها الثلوج، مضيفا أن السكان كانوا في السنوات المنصرمة يعانون من العزلة التي تفرضها عليهم التساقطات الثلجية، إذ تجعل مناطقهم معزولة عن العالم الخارجي لبضعة أسابيع. غير أن السلطات الإقليمية في إقليم تنغير، إلى جانب كل المصالح الخارجية من وزارة التجهيز والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة، تعبأت هذه السنة، لمواجهة موجة البرد والتخفيف من آثار ما تعيشه المنطقة في فترة الشتاء، وهو ما خلف ارتياحا كبيرا وسط سكان المنطقة. وأفاد فلاحون من المنطقة أنه من المرتقب أن تُساهم هذه التساقطات في انتعاش الفرشة المائية والعيون ويكون لذلك تأثير إيجابي على النشاط الفلاحي بعدما شهدت المنطقة فترة جفاف طيلة الشهور المنصرمة.