خلفت ظاهرة"دانا" التي ضربت السبت الماضي عدة مناطق بالمغرب خصوصا بجبال الأطلس المتوسط والكبير، خسائر كبيرة، حيث شلت "العاصفة الثلجية" حركة السير وقطعت الطرق التي تأثرت بشكل كبير أربك اتجاهات المسافرين بالأطلس المتوسط ومناطق الجنوب الشرقي، كما حاصرت سكان الجبال بإقليم زاكورة وشردت الرحل بإقليم بميدلت، وقطعت الكهرباء وشبكة الهاتف والانترنيت بعدد من قرى الأطلس والجنوب الشرقي بجهة درعة/تافيلالت. بإقليم ميدلت، بمرتفعات الأطلس المتوسط، عاش سكان منطقة "تيزي نفري"، و"محارز نتيزي تزكزاوت"، و" تِغبُولا نتفاح"، و"إعفون نتكنزر"أغلبهم من الرحل، ثلاثة أيام من الجحيم منذ يوم الاثنين الأخير، عقب موجة ثلج استثنائية ضربت المنطقة مصحوبة برياح جد قوية، تسببت بحسب مصادر"اليوم24" في إسقاط وإتلاف أزيد من 10 خيام سقطت على رؤوس قاطنيها من الرحل وماشيتهم، مما أدى الى نفوق عدد من رؤوس الأغنام، مما اضطر العديد من الرُّحل إنقاذا لحياتهم إلى النزوح صوب قرية جبلية "تطوين" قريبة من منطقتهم المنكوبة، حيث استنفرت السلطات عقب تلقيها لنداءات الإغاثة كل وسائلها لأجل فك العزلة عن هذه المناطق الجبلية، فيما اهتز إقليم ميدلت على وقع مصرع امرأة سبعينية لقيت حتفها بمنطقة "اغرم أقديم" التابعة لقرية "ايتزر" بين ميدلت وازرو، بعد أن هوى سقف بيتها الطيني على رأسها وهي نائمة، بسبب تهاطل كمية كبيرة من الثلوج علقت بسطح بيتها المتواضع برأس منطقة جبلية معزولة. وبإقليم تنغير الذي شملته العاصفة الثلجية، نجح عشرة مواطنون بمنطقة أمسمرير، ضواحي إقليم تنغير، يوم مساء أول أمس الأربعاء من الوصول إلى عدد من الرحل حاصرتهم الثلوج منذ يوم الأحد الماضي، في مغارة تحصنوا بداخلها معية ماشيتهم بمنطقة "أقا نوارك"، حيث كشف المتطوعون الذين غامروا بحياتهم بحثا عن عائلتهم من الرحل وسط الثلوج، بأنهم عثروا على الأفراد الخمسة من عائلتهم من بينهم رضيع وطفل لم يتجاوز عمره 4 سنوات، محاصرين داخل المغارة بسبب الثلوج، حيث نجحوا في إنقاذهم من موت محقق وقدموا لهم ما جلبوا معهم من أكل وملابس وحطب للتدفئة. وقد عرف إقليم تنغير، خلال العاصفة الثلجية الأخيرة التي استمرت خلال هذا الأسبوع ووصلت حتى صحاري وواحات إقليمي تنغير وزاكورة، شللا عم الطرق التي توقفت بها حركة السير بشكل تام خصوصا في المحور الطرقي الرابط بين بومالن دادس وجماعة أمسمرير، وكذا الطرق المؤدية من تنغير نحو الضواحي خصوصا منطقة إملشيل عبر أيت هاني، وبين تنغير وجماعة إكنيون، وبين قلعة امكونة ومنطقة أوزيغيمت، مما استنفر مصالح التجهيز والنقل التي استعانت بآلياتها لإزاحة الثلوج وفتح الطرق وإنقاذ العشرات من السيارات التي ظلت عالقة بالطرق، ونفس الصورة عاشتها مناطق إقليمورزازات، بعد أن عزلت الثلوج عددا من الجماعات بسبب انقطاع المسالك الطرقية بكل من "إغرم نوكدال" و"أيت زينب" و"أمرزكان"، و"إمي نولاون" و"توندوت"، فيما عان سكان مناطق الأطلس المتوسط التي ضربها المنخفض الجوي البارد المنعزل في المستويات العليا المشهور بظاهرة "دانا"، من الانخفاض الكبير في درجات الحرارة وانقطاع في حركة السير، خصوصا بإقليم ميدلت بالطريق الوطنية الرابطة بين مكناس والراشدية قضى فيها المسافرون يوم الاثنين أزيد من 26 ساعة في رحلة شاقة، وذلك بسبب كمية الثلوج غير المسبوقة، والرياح القوية التي اقتلعت بمدينة الحاجب أزيد من 200 شجرة، ونفس الصورة عاشتها مدينة فاس التي سقطت فيها هي الأخرى أشجار وأعمدة كهربائية ألحقت خسائر مادية جسيمة بالسيارات المركونة بشوارع العاصمة العلمية.