تعززت مدينة مراكش، بإحداث مرصد دولي يروم الحفاظ على التراث الكناوي والإبداع الثقافي، خلال جمع عام تأسيسي، تم تنظيمه، الأربعاء، بمقر جمعية حميتي للثقافة والإبداع الفني، وذلك بحضور نخبة من المثقفين المتخصصين في التراث والتاريخ العريق المنتمون لعدد من المدن المغربية. وظلت فكرة تأسيس المرصد تراود العديد من المعلمين المزاولين للفن الكناوي منذ تأسيس جمعية فولكلور مراكش للأعمال الاجتماعية سنة 2016 قبل تغيير اسمها إلى جمعية حميتي للثقافة والإبداع الفني. وبعد مناقشة القانون الأساسي للمرصد والمصادقة عليه، من طرف مجموعة من المعلمين والشباب المزاولين للفن الكناوي الأصيل، تم انتخاب عثمان حميتي رئيسا للمرصد. وأكد عثمان حميتي، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن إحداث هذا المرصد سيساعد على مواصلة الاستمرار في الاهتمام بهذا الفن الجميل، وإعطائه المكانة التي يستحقها، والعمل على الحفاظ عليه وتطويره بشكل متجدد يتماشى مع رواد وشباب هذا الفن، وربطه بجسور السلم والتآخي بين كل شعوب العالم، وزرع القيم الفاضلة لدى الشباب، ونبذ العنف والكراهية والتطرف بكل أشكاله. وأضاف حميتي، أن الهدف من تأسيس هذا المرصد هو إبراز موروث موسيقى كناوة، مع خلق جسر للتواصل بين الأجيال الصاعدة والمعلمين الكبار الذين أعطوا الشيء الكثير لهذا الفن الموسيقي على مدى سنوات. ويروم إحداث المرصد تعزيز الثقافات بين المعلمين "الرواد" والشباب حاملي مشعل الفن الكناوي، وإبراز نموذج تنموي جديد للنهوض بالتراث الكناوي والمحافظة على اشعاعه بمختلف أرجاء العالم، مع تنظيم دورات تكوينية وندوات فكرية وطنيا ودوليا للتعريف بهذا الموروث الثقافي وباقي الثقافات والفنون الأصيلة. وكانت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"، أدرجت سنة 2019 فن كناوة المغربي الموسيقي، المتجذر في الثقافة الإفريقية والتقاليد الصوفية، ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية.