بعد أن أثار سقوط نيزك قرب بلدة تيكليت في كلميم الأسبوع الماضي، جدلا واسعا وسط خبراء النيازك على نوعه واسمه هل هو أحد أنواع الحجر القمري أو نيزك الأوبريت الذي يأتي من حزام الكويكبات، لكن بمرور أسبوع حسم مركز البحث العلمي بكلية العلوم بأكادير النقاش وأوجه الاختلاف. وفي هذا الصدد، أكد الدكتور عبد الرحمان إبهي، خبير في النيازك ورئيس المتحف الجامعي للنيازك بأكادير، ل «الصحراء المغربية»، أنه بعد الحصول على عينة من حجر النيزك، أجريت التحليلات الأولية في مركز البحث العلمي بكلية العلوم بأكادير، وتبين أن نيزك تيكليت هو حجر نيزكي من النوع الإنصهاري فاتح اللون ، يتكون أساسا من بلورات بيضاء كبيرة من نوع إنستاتيت(Enstatite) غنية جدا بالمغنيسيوم وفقيرة من الحديد مع بعض بلورات الأوليفين من نوع فورستيريت (Forsterite) ، وسبائك الحديد والنيكل والعديد من المعادن الإضافية النادرة. واستطرد إبهي، قائلا، إن هذا الحجر النيزكي يتميز أيضا بنسيج متحطم يشهد على التاريخ المتقلب والعنيف لجسم الأب، وكذلك بقوة الاصطدامات الذي يعطيها طابعا يشبه كثيرا نوعا من الأحجارالقمرية(Lunar feldspatic regolith breccia) . من جهة أخرى، قال الخبير نفسه، «إنه بناء على هذه البيانات، نستطيع أن نؤكد أن هذه الصخرة يمكن تصنيفها على أنها نيزك أكوندريت من نوع «أوبريت». وعن تاريخ هذ النيزك كشف رئيس المتحف الجامعي للنيازك أن أوبريت سميت على اسم نيزك صغير سقط في بلدية أوبر سنة 1836 جنوب شرق فرنسا، وهو حجر عموما أحادي المعدن يتكون أساسا من بيروكسين من نوع إنستاتيت (Enstatite) الآتي من كويكب متمايز. وزاد قائلا : «مقارنة أطيافه مع أطياف الكويكبات كشفت عن أوجه تشابه كبيرة بين مجموعة أوبريت والكويكبات من النوع (E) ، التي يعتقد أنها تتكون من الإنستاتيت وهو نوع من أورتوبيروكسين .(MgSiO3) يشار إلى أنه مباشرة بعد انتشار خبر العثور على أجزاء من النيزك «النادر» من طرف أشخاص كانوا متواجدين بالقرب من بلدة تيكليت، حل بمكان سقوط النيزك أعضاء من مؤسسة الصحراء للفلك والنيازك والتاريخ الطبيعي بتنسيق مع المتحف الجامعي للنيازك بجامعة ابن زهر وعلى رأسهم الباحثان ابا الشيخ مولود (رئيس مؤسسة الصحراء للفلك) وعلي المغاري، لمعاينة المكان وجمع المعطيات والمعلومات من خلال تحديد الإحداثيات وأخذ عينات من شظايا النيزك الجديد لإجراء التحاليل المخبرية التي كشفت عن نوعه أخيرا. وكان العديد من تجار النيازك يظنون أن نيزك تيكيليت يطلق عليه اسم» الكنز»، التي يصل سعر الغرام الواحد إلى أكثر من 6000 درهم في عين المكان، والكثير منهم يظن أنه ضيف من القمر، لكن حسب إبهي كانت هذه المعطيات غير دقيقة، لأن هناك تشابها كبيرا بين أحد من أنواع الحجر القمري ونيزك من نوع الأوبريت، الذي يأتي من حزام الكويكبات.