مازالت السماء في الجنوب الشرقي للمغرب تجود نيازك، إذ أثار سقوط نيزك قرب بلدة تيكليت، أخيرا جدلا واسعا وسط خبراء النيازك. يطلق عليها اسم" الكنز" وصل سعر الغرام الواحد إلى أكثر من 6000 درهم في عين المكان حسب شهود عيان، لأن الكثير يظن أنه ضيف من القمر، لكن تبقى هذه المعطيات غير دقيقة، لأن هناك تشابها كبيرا بين أحد من أنواع الحجر القمري ونيزك من نوع الأوبريت الذي يأتي من حزام الكويكبات، لذلك يقول الدكتور عبد الرحمان إبهي، خبير في النيازك ورئيس المتحف الجامعي للنيازك، يجب التأني حتى يتم إجراء التحاليل المخبرية لمعرفة النوع بالضبط. وفي هذا الصدد أكد إبهي صحة سقوط نيزك جديد في الجنوب الشرقي للمغرب قرب بلدة تيكليت حوالي 140 كلم جنوب شرق مدينة كلميم، يوم الجمعة الماضي، حوالي الساعة الثامنة ليلا. وأضاف إبهي أنه مباشرة بعد انتشار خبر العثور على أجزاء من النيزك "النادر" من طرف أشخاص كانوا متواجدين بالقرب من بلدة تيكليت، حل بمكان سقوط النيزك أعضاء من مؤسسة الصحراء للفلك والنيازك والتاريخ الطبيعي بتنسيق مع المتحف الجامعي للنيازك بجامعة ابن زهر وعلى رأسهم الباحثان ابا الشيخ مولود (رئيس مؤسسة الصحراء للفلك) وعلي المغاري، لمعاينة المكان وجمع المعطيات والمعلومات من خلال تحديد الإحداثيات وأخذ عينات من شظايا النيزك الجديد لإجراء التحاليل المخبرية. يشار إلى أن النيزك سقط بتاريخ العاشر من دجنبر قبل صلاة العشاء بربع ساعة تقريبا حسب تصريحات سكان المنطقة الذين شاهدوا كتلة نارية كبيرة خضراء اللون تضيء المنطقة بأكملها بعدها مباشرة سمعوا أصوات ثلاثة انفجارات متتالية وقوية مما يؤكد سقوط النيزك وتفتته إلى عدة قطع صغيرة. وقد حضر إلى عين المكان الكثير من السيارات رباعية الدفع قادمة من المدن المجاورة، كلميم، عوينة اغمان، عوينة تركز، لمسيييد، طانطانالسمارةالعيون، ليتوافد العديد والكثير من صائدي النيازك المعروفين باسم البرابر من ضواحي الريساني وكل المناطق بربوع المملكة. حيث تم العثور على شظايا النيزك متفرقة على قمم جبال منطقة تيكليت (N 28° 23.533' ; W 10° 22.632') ولازال توافد العديد من الناس. ورغم صعوبة التضاريس تم العثور على عينات صغيرة تتراوح مابين الغرام الواحد إلى حدود 200 غرام. وفي اليوم الموالي، يقول الخبير نفسه، شهدت المنطقة حركة غير عادية وخروج المئات إن لم نقل آلاف الأشخاص، من مختلف الفئات العمرية فوق المرتفعات والجبال المحاذية لمنطقة تيكليت، بحثا عن " الكنز" كما يطلقون عليه في عين المكان حيث وصل سعر الغرام الواحد لأكثر من 6000 درهم حسب شهود عيان، لأن النيزك ضيف من القمر حسب الروايات السائدة هناك لدى المهتمين بهذا الميدان، لكن تبقى هذه المعطيات غير دقيقة لأن هناك تشابها كبيرا بين نوع من الحجر القمري ونيزك من نوع الأوبريت الذي يأتي من حزام الكويكبات، وخصوصا من كويكب من نوع (E) لذلك يجب التأني حتى يتم إجراء التحاليل المخبرية لمعرفة النوع بالضبط. يذكر أن البحث عن النيازك هواية السكان المحليين منهم من يتخذها مهنة، بفضل العدد الهائل من قطع النيازك التي سقطت في المغرب. وقد يمضون أسابيع وأشهرا من أجل إيجاد تلك الأحجار النادرة. بالطبع، لها قيمة مادية مهمة بالنسبة لهم، لكن تبقى لها قيمة علمية كبيرة بالنسبة إلى العلماء، وبالتالي هناك تواصل مستمر مع السكان القاطنين بالصحاري والمنقبين عن الأحجار من أجل مصلحة العلم والوطن. كما يعمل المتحف الجامعي للنيازك بجامعة ابن زهر، وهي مؤسسة علمية ثقافية لا تهدف إلى الربح تأسست سنة 2016 لتشجيع الثقافة العلمية والبحث في علم الفلك مع التركيز على دراسات النيازك، وتحتفظ بعدد لا يستهان به من النيازك التي سقطت في المملكة. وقال الباحث في علم النيازك إن المغرب قد اشتهر بتساقط العديد من أحجار النيازك، خاصة في المناطق الجنوبية التي باتت تستأثر باهتمام الكثير من الباحثين والخبراء في علم النيازك، ويستقطب كذلك أنواعا نادرة من النيازك، مثل النيازك المريخية والقمرية، مما جعله يحتضن أكبر نسبة من هذا النوع والتي تساهم في نشر أزيد من خمسين في المائة من المنشورات العلمية حول النيازك في العالم .