قررت السلطات المغربية إنهاء العمل بالإجراء، الذي سبق واتخذته لتمكين المواطنين المغاربة المقيمين فعليا بالمغرب، والذين ظلوا عالقين بالخارج، من العودة إلى المملكة، في غضون أسبوع واحد، أي ابتداء من الخميس 23 دجنبر الجاري. وفي تعليقه على القرار، أعلن البروفيسور سعيد المتوكل، طبيب مختص في الإنعاش، وعضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كوفيد 19، أن السلطات تأمل من خلال هذا القرار الحفاظ على المكتسبات المسجلة على الصعيد الوبائي في المغرب. وأوضح سعيد المتوكل، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، وجود حرص شديد على إخضاع الأشخاص الذين سيعودون خلال فترة الأسبوع المتبقية عن إنهاء العمل بالإجراء الذي يمكن المغاربة العالقين بالخارج من العودة للمملكة، للتحاليل اللازمة، والعزل، والمراقبة الدقيقة، مشددا على أن الخطر يداهمنا. وبعد أن أوضح أن الحالة الأولى التي ظهرت في المغرب محلية، ولا علاقة لها بالخارج، اعتبر أن هذا الأمر لا ينفي أن استمرار الرحلات مع الخارج يمكن أن يسرع من تطور الحالة الوبائية بالمغرب. كما أرجع المتوكل قرار تعليق الرحلات، أيضا، إلى تطور الحالة الوبائية التي يشهدها العالم في المرحلة الحالية، والمرتبطة بحدوث انتكاسة في منطقة أوروبا، التي تربطنا بها علاقات كبيرة. وحسب عضو اللجنة العلمية، فإن ظهور متحور أوميكرون على الصعيد العالمي، والذي أصبح ينتشر سريعا، إلى جانب ظهور الحالة الأولى بالمغرب، حتمت اتخاذ هذا القرار الأولي، الذي يندرج ضمن القرارات الاحترازية. وأشار المتوكل إلى أنه سبق للمغرب إبان ظهور الجائحة في شهر مارس 2020، اتخاذ قرارات جريئة وقاسية، لكنها جعلت البلاد تعرف تطورا وبائيا منخفضا شيئا ما. واعتبر أن ظهور متحور أوميكرون يشكل تحديا للمنظومة الصحية لأنه سريع الانتشار، وإن كانت الأعراض المرتبطة به تبقى خفيفة أو متوسطة، مستدركا بالقول "لكن لا نعرف كيف سيكون المآل مستقبلا، وهذا ما يجعل السلطات تتخذ مثل هذه القرارات الاحترازية الصعبة في هذه الظروف". كما سجل بوادر ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة المتعلقة أكثر في الظرفية الحالية بالمتحور دلتا، متوقعا أن تكون هذه البوادر مؤشرا لموجة أخرى يسود فيها متحورا أوميكرون ودلتا معا.