ينكب حاليا العلماء في جميع أنحاء العالم على العمل على فرضية تقليص المدة الزمنية بين تلقي الجرعة الثالثة المعززة والجرعة الثانية من اللقاح المضاد لكوفيد 19 في مواجهة المتحور الجديد "أوميكرون" وتعزيز المناعة. وفي هذا السياق، كانت الهيئة الأوروبية للأدوية أعلنت، نهاية الأسبوع، أنه يمكن منح جرعات معززة من لقاح كوفيد 19 ب"أمان وفعالية" بعد ثلاثة أشهر فقط من تلقي آخر جرعة من اللقاح بدلا من خمسة أو ستة أشهر. بتوجيهنا السؤال عن هذا الموضوع للطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والأنظمة الصحية، أجاب قائلا إن "توصية الهيئة الأوروبية تشكل بيانات علمية جديدة متاحة للدول في حال انتقلت إلى مرحلة إقرار التقليل من الفترة الزمنية الفارقة بين الجرعتين الثانية والثالثة خاصة مع انتشار متحور أوميكرون حول العالم". وأضاف "تشير البيانات المتاحة حتى الآن إلى أن هذا المتغير أكثر قابلية للانتقال من متحور دلتا. وفي غضون أسبوعين فقط، زاد عدد الحالات المصابة خمسة أضعاف، وارتفع معدل الإيجابية من 2 في المائة إلى 25 في المائة". وذكر الباحث حمضي أنه "بالإضافة إلى ذلك فإن هذا المتحور سينتشر بالتأكيد في جميع أنحاء العالم، وأنه سيكون الأكثر انتشارا في غضون ثلاثة أشهر على الأكثر، ومن هنا تأتي أهمية توخي الحذر وتكييف القرارات وفقا لتطور البيانات العلمية". ويعتقد الدكتور حمضي أن إنتاج وتطوير نسخة أخرى من اللقاح أكثر فاعلية ضد المتحور أوميكرون "سيستغرق وقتا وتحديثه سيتطلب شهورا، ومن ثمة كان الاهتمام بالتفكير في تقليل الوقت بين االحقنة الثانية والثالثة للقاح من أجل الحفاظ على التأثير الوقائي للقاح، الاختيار الأسلم حاليا". ويوضح الدكتور حمضي أنه "مع وجود متحور أوميكرون ومتحورات أخرى، فإن مدة التذكير باللقاح طويلة وقد يكون تقليل المدة الزمنية الفاصلة بين الجرعتين الثانية والثالثة إلى 5 أو 3 أشهر عوض 6 أشهر، الخيار الأفضل لحماية الأفراد من التطورات والأشكال الحادة للمرض". ووفقا للدكتور حمضي، فإن قرار تقليص المدة الزمنية بين الجرعتين سيعتمد على تطور البيانات العلمية، قائلا "ستسمح لنا هذه البيانات بتحديد كيفية إضعاف الفيروس للأجسام المضادة وأيضا الدور الذي ستلعبه مناعة الخلايا في حماية الأفراد". في الوضع الراهن يرى الدكتور حمضي أنه في ضوء المعطيات العلمية المتوفرة حتى الآن "يجب إعطاء المواطن إمكانية الحصول على الجرعة الثالثة بعد 5 أشهر من الحقنة الثانية بدلا من 6 أشهر سارية المفعول"، وشدد بالقول إن ذلك "سيسمح لنا بتطعيم فئة من الأشخاص المعرضين للخطر بشكل كامل، في انتظار المزيد من البيانات العلمية".