بعد تساؤل عدد من المواطنين عن إمكانية أخذ جرعة رابعة وخامسة من اللقاح، أجاب الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن التقييم العام لتطور الفيروس وتطور الجائحة وفعالية اللقاحات يفيد لدى العديد من الخبراء الدوليين، أن نظام الثلاث جرعات كتلقيح أساسي في الغالب سيكون كافيا لحماية فائقة ضد المرض، وبالخصوص ضد الحالات الخطرة والوفيات، لأنه لا توجد دراسات تؤكد أن هناك جرعات رابعة وخامسة. وعن أهمية الجرعة الثالثة وجرعات التذكير، يقول حمضي يجب التفريق بين الجرعة الثالثة وجرعات التذكير، ذلك أن الجرعة الثانية أو الثالثة هدفها هو إعطاء الحماية اللازمة والكاملة، وإذا اكتملت يسمى الإنسان ملقحا بشكل كامل. وأضاف الباحث في السياسات والنظم، أنه في علم اللقاحات نعرف أن الملقحين مع مرور الوقت والسنوات تنقص مناعتهم ضد المرض، ويحتاجون أحيانا لحقنة تذكير لتحفيز المناعة من جديد، كل سنة أو خمس أو عشر أو عشرين سنة حسب الفيروس وفعالية اللقاح. وتابع متحدتنا قائلا: «بالنسبة لكوفيد19 الخبراء يعتقدون أكثر فأكثر أن الفيروس قد يبقى معنا لبعض الوقت ويجب التعايش معه، وقد يكون من الضروري لبعض الفئات على الأقل أخذ جرعات تذكير كل سنة أو ثلاث أو خمس سنوات، ربما فئات أخرى كالشباب والأطفال مثلا قد لا تحتاجها». وأبرز حمضي أن الكل متوقف على تطور الجائحة الحالية وتطور الفيروس واللقاحات وعملية التلقيح والإجراءات الاحترازية، لكن يضيف، «الأساس اليوم هو الخروج من هذه الجائحة والعودة للحياة الطبيعية». وعن الفوائد المنتظرة من تلقي الجرعة الثالثة، فتتجلى أولا، في حماية هذه الفئات من الإصابة بالحالات الخطرة والوفيات، وحماية المنظومة الصحية من ضغط الإصابات المحتملة لهذه الفئات، والتحكم أكثر في انتشار الفيروس بين هده الفئات وداخل المجتمع. وأوضح حمضي أن هناك إجماعا علميا على إعطاء فئة من المرضى الجرعة الثالثة باستعجال وبالضرورة أربعة أسابيع فقط عوض ستة أشهر بعد الجرعة الثانية لحمايتهم من مخاطر عالية جدا وهم المرضى الذين يعانون مشاكل كبيرة في المناعة أو يتناولون أدوية تضعف المناعة بشكل قوي كمن استفادوا من عملية زرع الأعضاء، والمرضى الذين يخضعون لتصفية الكلي، الذين يعانون بعض أنواع السرطانات الخاصة، هناك اتفاق على إعطاء الجرعة الثالثة للمسنين من 65 سنة فما فوق، والذين يعانون السمنة مهما كان السن، وللمهنيين الصحيين والمهن التي تواجه خطر الفيروس بحكم العمل. وبخصوص تعميم الجرعة يؤكد أن هناك نقاشا علميا عالميا حول الجرعة الثالثة بالنسبة لغير الفئات المستهدفة حاليا ذات عوامل الأخطار بحكم السن أو الأمراض المزمنة أو المهنية، الجرعة الثالثة أثبتت أنها تضاعف منسوب إنتاج مضادات الأجسام عند الدين تلقوا الجرعتين، ولكن السلطات الصحية في دول العالم ومنظمة الصحة العالمية في انتظار دراسات ميدانية تؤكد فائدة وضرورة هذه الجرعة بالنسبة لكل من هم فوق 18 سنة أو 40 أو 50 سنة مثلا. وأوضح المحاور ذاته أن هناك اتجاها لدى بعض الخبراء، الذين يعتقدون أنه مع تطور الجائحة وربما ظهور طفرات ومتحورات جديدة سيكون من الضروري إعطاء جرعة ثالثة لجميع الملقحين، وبالتالي، سيصبح النظام الأساسي للتلقيح ضد كوفيد19 هو ثلاث جرعات وليس اثنتين. من جهة أخرى، يقول «رغم ذلك يجب انتظار الدراسات وتطور الجائحة، اليوم هناك الفئات ذات الأولوية، والأمور تتطور مع الجائحة وتطور المعطيات العلمية».