قال الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للقاح "كوفيد19"، ورئيس جمعية "أنفو فاك المغرب"، إن" الأمر اليوم أصبح ملحا من أجل تلقيح الشباب والصغار". وكشف الدكتور عفيف، في حلقة برنامج "أنفو أونفاص"، الذي يقدمه الزميل رشيد حلاوي على قناة "ماتان تي في"، حول الوضعية الوبائية بالمغرب وعملية التلقيح خاصة للفئة العمرية ما بين 12 و17 سنة"، قائلا "للأسف اليوم لدينا أطفال في عمر 12 سنة يوجدون بأقسام الإنعاش.. هم قلة لكن هذا أمر مقلق، خاصة مع وجود متحور دلتا الذي أصبح يصيب الفئة الأصغر سنا". وأضاف الدكتور عفيف أنه " أصبح ضروريا مع الوضع الوبائي اليوم ببلادنا ومع تفاقم حالات الإصابة والوفيات استهداف هذه الفئة العمرية بالتلقيح ضد كوفيد 19، خاصة منهم من وصل للعناية المركزة"، قائلا "صحيح ليس لديهم أعراض لكنهم ينقلون المرض، وتلقيحهم سيسمح بالتقليص من العدوى لأجل حمايتهم وحماية محيطهم". وبخصوص مباشرة عملية تلقيح هذه الفئة العمرية قبل الدخول المدرسي، أبرز الدكتور عفيف، المتخصص أيضا في طب الأطفال قائلا "عشنا حالات كارثية على الصعيد النفسي لأطفال ومراهقين خاصة أثناء فترة الحجر الصحي، وهناك دراسة تحت إشراف الدكتورة غزلان بنجلون كشفت أن هناك ارتفاعا ب 50 في المائة في محاولات الانتحار لدى الأطفال والمراهقين جراء الحجر الصحي، وأن المحيط المدرسي من بين العوامل التي تساهم في تخفيف هذا الضغط النفسي على هذه الفئة العمرية". وأكد الدكتور عفيف أن عملية تلقيح الفئة ما بين 12 و17 سنة استند فيها إلى الترتيبات والتدابير نفسها التي اتخذت في عملية التلقيح سواء للطلبة بالجامعات "التي تسير في أحسن الظروف حاليا"، أو عملية تلقيح باقي الفئات العمرية، بتنسيق من قبل وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الداخلية لتلقيح هذه الفئة قبل الدخول المدرسي، حيث جرى توفير اللوجيستيك اللازم من مراكز ووسائل ضرورية لمواجهة هذا التحدي، ولتسير الأمور بشكل أفضل، ولضمان دخول مدرسي صحي وآمن. ولطمأنة الآباء وأولياء الأمور، بخصوص "عدم تقبل بعضهم تلقيح أطفالهم في عمر 12 سنة وأكثر، مع الزامية التلقيح من أجل الاستفادة من الدراسة حضوريا وليس عن بعد"، أكد الدكتور عفيف بالقول إن "التلقيح ليس اجباريا بل هو اختيار صحي للمواطن إن كان يريد أن يحمي نفسه ومحيطه القريب والآخر، فالدراسات تشير إلى أن التلقيح يخفف من الإصابة ويقلل من أعراضها الخطيرة ولا ينقل العدوى للآخر". وصرح أن "الأم الملقحة لا تنقل العدوى في حالة اصابتها للزوج والأبناء على عكس الشاب في عمر 18 سنة مثلا فهو ينقل العدوى لكون متحور دلتا له حمولة فيروسية أكثر عدوى من فيروس كورونا ". وشدد الدكتور عفيف أن "الآباء يجب عليهم أن يتواصلوا مع أبنائهم بضرورة احترام أولا التدابير الصحية الاحترازية المعمول بها من ارتداء الكمامات واحترام التباعد الاجتماعي ووضع المعقمات ثم التشخيص المبكر كي لا تصل حالة الإصابة إلى قسم الإنعاش"، مضيفا أنه "لا يجب الخوف من تلقيح أطفالهم لأن ذلك سيضمن لهم أولا الحماية لأنفسهم ولمحيطهم الأسري والمدرسي، معرجا على أنه "الأطفال معروف أنهم يتلقون أكثر جرعات من اللقاحات في الخمس السنوات الأولى من عمرهم خاصة في السنتين الأولى، وفي المغرب يوجد جدول سنوي لتلقيح الأطفال على غرار الدول المتقدمة خاصة ضد الأمراض الخطيرة ما نتج عنه التقليص من وفياتهم".