تراهن السلطات المغربية، في الفترة الحالية، على سلاسة عملية تلقيح فئة الأطفال، وانخراط الأسر المغربية في نجاح تمنيع الصغار ما بين 12 و17 سنة، ضد فيروس كوفيد19، بهدف الرفع من مستوى الحماية من عدوى الفيروس وتسريع وتيرة تحقيق المناعة الجماعية في وقت مقبول ومناسب للتصدي للجائحة. وفي هذا الإطار، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس جمعية أنفو فاك المغرب في تصريح ل"الصحراء المغربية"، على أمان اللقاحات المتوفرة حاليا في المغرب لتمنيع فئة الصغار، وضمنها لقاح فايزر، وفقا لما أثبتته التجارب السريرية المنجزة حول استعمالها وسط هذه الفئة وعدم تسجيل مضاعفات وسطهم، دوليا، لا سيما في فرنسا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية، في مقابل ثبوت نجاعتها في خفض نسبة انتقال عدوى الفيروس من الأطفال إلى محيطهم الأسري أو المدرسي. وتبعا لذلك، تسعى العملية لخفض نسبة مساهمة الأطفال في نشر العدوى، لارتفاع مستوى الحمولة الفيروسية لديهم إلى 1000 مرة أكثر من الأطفال الملقحين، رغم خصوصية الإصابة بالمرض لديهم، إذ لا تظهر عليهم الأعراض كما لا تصل مضاعفات المرض إلى مستويات خطيرة، باستثناء فئة نادرة تتطلب حالتها الصحية الاستشفاء داخل أقسام الإنعاش لإنقاذ حياتها من مضاعفات كوفيد19، كما هو عليه الأمر حاليا في بعض أقسام الإنعاش، في ظل التطورات السلبية التي تشهدها الوضعية الوبائية في المغرب. وأبرز عفيف أهمية تلقيح الأطفال في المغرب، بالنظر إلى ما تشكله الفئة من شريحة عريضة من المتمدرسين، ما يمهد لاتخاذ قرار التعليم الحضوري من قبل السلطات الحكومية المعنية، المكونة من وزارة الداخلية والصحة ووزارة التعليم، التي تضع اللمسات الأخيرة على توفير شروط دخول آمن أخذا بعين الاعتبار أهمية هذه الصيغة وأثرها الإيجابي على الصحة النفسية لفئة المتمدرسين. وذكر عفيف بنتائج الدراسة التي أنجزتها مصلحة الطب النفسي عند الطفل والمراهق في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، حيث كشفت عن ارتفاع محاولات الانتحار لدى المراهقين والأطفال، خلال مرحلة الحجر الصحي الأولى التي أعقبت تسجيل الموجة الأولى لانتشار فيروس كوفيد19 في المغرب، بسبب عدم تحملهم النفسي للعملية التعلمية عن بعد، ما يبين أن المحيط المدرسي يساهم بشكل جلي في تحقيق التوازن النفسي لدى فئة الأطفال، لعدم كفاية المحيط العائلي في تحقيق ذلك وحده، يضيف عفيف. وتحدث عفيف، الذي يشغل أيضا منصب عضو اللجنة العلمية والتقنية للقاح كوفيد19، عن سير عملية تلقيح فئة الطلبة في المغرب، ما سيساعد على دخول جامعي آمن والرفع من احتمال فتح أبواب الأحياء الجامعية في وجه الطلبة القادمين من مدن بعيدة، لتيسير عملية مواصلة تعليمهم وتخفيف الأعباء النفسية والمالية التي تحملوها منذ ظهور الجائحة.