استغل جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تواجده بمدينة مراكش، للقيام بزيارة متحف دار الباشا أحد الفضاءات الرمزية بمدينة مراكش. ويضطلع متحف دار الباشا بدور ريادي يضفي دينامية جديدة من شأنها إغناء الساحة الثقافية والمتحفية للمدينة الحمراء. واطلع جياني إنفانتينو، خلال هذه الزيارة على سحر هذه البنية المتحفية، التي تقع في قلب المدينة العتيقة لمراكش، وتتموقع ضمن قائمة الفضاءات التي تستحق الزيارة، وعلى الهوية المغربية، وكذا المساهمات التي شكلت هذه الحضارة القديمة والمتجذرة في تاريخ غني ومشوق. ولعل ما شد انتباه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، عند مدخل هذا الفضاء المتحفي هو ديباجة دستور 2011، لتذكير كل زائر شغوف باكتشاف هذا المتحف بعراقة وأصالة هذه الأمة ومختلف الروافد التي غذت الهوية الوطنية (الإفريقية والإسلامية والعربية والعبرية والمتوسطية). وتعكس زيارة شخصية مميزة من عالم الرياضة لمتحف مغربي ذي طابع عالمي غنى الموروث الوطني، الذي يتجسد في فضاء ثقافي يعد من أجمل القصور الموجودة في المدينة الحمراء. وعند المدخل الرئيسي، وجد إنفانتينو الذي كان رفقة مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف ممرا طويلا مكنه من اكتشاف السقف المزين بالزليج الملون وكذا الطراز المعماري الأندلسي. تظهر بعد ذلك النجمة الرمزية المغربية منقوشة على باب من خشب الأرز. مع متابعة السير نحو اليمين وجد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم نفسه أمام أبواب من خشب الأرز، تيجان ذات أعمدة منقوشة ومنحوتة وملونة بصباغات طبيعية كالخشخاش النيلي والزعفران. وشكل هذا اللقاء بين عالمي الرياضة والثقافة، على خطى التاريخ العريق للمملكة الشريفة، فرصة لإعادة الاعتبار لمكانة المتاحف في إثراء قائمة الخيارات السياحية في المغرب. وأكد إنفانتينو خلال تدوين ارتساماته بالكتاب الذهبي للمتحف، على أهمية المتاحف باعتبارها مؤسسات تصون الموروث المتجذر بعمق في عالم الثقافة، مشيرا إلى أن زيارة المتحف تعد لحظة مفعمة بالسعادة والمتعة، نتقاسمها مع العائلة والأصدقاء. من جانبه، أكد مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أن متحف دار الباشا هو فضاء لاكتشاف غنى وتنوع تراثنا العريق، مما يسهم في تطوير العرض السياحي، مبرزا أن هذا المتحف يعكس تمازج عدة روافد ثقافية يشهد عددا كبيرا من الزيارات بفضل جودة مبانيه، وموقعه الجغرافي، كما يساهم في الثراء الثقافي لمراكش على وجه الخصوص والمغرب بصفة عامة. وبعد سنوات قليلة من افتتاحه منذ 2017، استطاع متحف دار الباشا أن يكتسب صيتا وأن يرقى إلى فضاء لا محيد عنه يقصده السياح المغاربة والأجانب، لاستكشاف مختلف أوجه الثقافة المغربية الأصيلة والتاريخية والمتفردة. وتنقسم هذه البنية المتحفية إلى فضاء للعرض يمكن من الولوج إلى سلسلة من المعطيات التاريخية والأركيولوجية التي تظهر مختلف جوانب الثقافة المغربية، وفضاء آخرا مخصصا للفن الإسلامي تعرض به كتابات ولوحات وأدوات مختلفة تتعلق بالعلوم والمعارف الإسلامية. كما يشتمل المتحف على فضاء مخصص لمجموعة أعمال فنية عالمية، تعود لباتي كادبي بيرش، والتي تمثل القارات الأربع (أمريكا، إفريقيا، أوروبا، آسيا)، وفضاء دائما للعرض يتضمن معطيات تاريخية و أركيولوجية تبرز مختلف أوجه الثقافة المغربية، وفضاء مخصص للمعارض المؤقتة.