انطلقت، أمس الاثنين بالعيون، أشغال المنتدى المغربي الإماراتي كأرضية مبتكرة تستشرف آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، تحت شعار «أفق جديد وشراكات جديدة». ويروم المنتدى الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تسليط الضوء على الإمكانات التي تختزنها الجهة وتجعلها قاطرة تنموية لأقاليم جنوب المملكة، مع تقديم شروحات وافية بخصوصيات المنطقة للمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين الإماراتيين الراغبين في توطين اقتصادياتهم بها وتعزيز شراكاتهم التجارية. كما يأتي الحدث الذي ينظمه مجلس جهة العيون - الساقية الحمراء والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، لاستشراف آفاق الشراكات الاستثمارية بين القطاعين العام والخاص بالمغرب وبالإمارات العربية المتحدة، في ميادين الفلاحة والصيد البحري والمعادن، إضافة إلى الطاقات المتجددة، والبناء والأشغال العمومية والسياحة. وفي كلمة خلال حفل الافتتاح، أكد والي جهة العيون-الساقية الحمراء، عامل إقليمالعيون، عبد السلام بكرات، الطابع الاستثنائي للعلاقات بين المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة، مثمنا عاليا الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد التي تجمع بين البلدين الشقيقين. ونوه بكرات بالدعم اللامشروط والتاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أنها كرست هذا الموقف عمليا من خلال افتتاح قنصلية عامة لها بعاصمة الصحراء المغربية في نونبر 2020. وأوضح الوالي أن هذا المنتدى يمكن المستثمرين الإماراتيين من الاطلاع عن كثب على الإمكانات المهمة، التي تختزنها جهة العيون-الساقية الحمراء، والتي أضحت بوابة العمق الإفريقي للمغرب. وفي كلمة مماثلة، قال رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، سيدي حمدي ولد الرشيد، إن منتدى الأعمال العيون يعكس حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تنمية علاقاتها مع المملكة، والتي تشمل الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وأكد ولد الرشيد أن القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدةبالعيون تعمل على تأسيس علاقات مثلى بين المستثمرين من البلدين، بما يعطي زخما إضافيا إلى العلاقات الاقتصادية، مشيرا إلى انعقاد هذا الحدث بالعيون يزكي الدينامية القوية لهذه الحاضرة وانفتاحها على محيطها العربي والإفريقي والدولي. وبعدما ذكر بعوائد المنتدى المغربي الفرنسي الذي احتضنته عاصمة الصحراء المغربية أخيرا، ومن ضمنها إنشاء منطقة لوجيستية بالمرسى تنهض بمهام قطب اقتصادي إقليمي بارز، أوضح أن المأمول من هذا الحدث هو تكريس البعد الاقتصادي لهذه الجهة وآفاقها التنموية، لافتا إلى أن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة الموقع بين يدي جلالة الملك سنة 2015، أثمر نتائج إيجابية جمة تمثلت في مضاعفة الناتج الداخلي الإجمالي والرقي بالجهة إلى مصافات عليا. وبعدما استشهد بالمشاريع المهيكلة لهذا المشروع على غرار الطريق السريع تيزنيت-الداخلة، وكلية الطب والصيدلة، دعا مختلف الفاعلين الخواص والعموميين إلى الانخراط في مسلسل التنمية بهذه الربوع، وجني ثمار مجالاتها الواعدة، من قبيل التعدين والفلاحة والصيد البحري والطاقات المتجددة. ويشهد المنتدى إقامة عدة ورشات تنظمها الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وفاعلون في عدة قطاعات رئيسية، وتروم تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية لجهة العيون-الساقية الحمراء، وتنكب على استعراض أبرز الضروريات التي يحتاجها تطوير السوق المحلي، وأيضا المؤهلات التي يمكن للمملكة المغربية أن توفرها للإمارات العربية المتحدة. وتتمحور ورشات النقاش حول الصناعة ذات القيمة المضافة العالية، والفلاحة والصيد البحري، إضافة إلى اللوجيستيك والنقل والتبادل الحر والاتفاقيات التجارية. وتعرف هذه الورشات مشاركة متدخلين من مختلف القطاعات الذين سيناقشون الرهانات الاقتصادية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وتتعلق هذه الورشات ب»الميزان التجاري المغربي-الاماراتي»، و»تطوير الفلاحة الغذائية: المواشي والمذابح»، و»الصيد البحري والمنتوجات البحرية: موارد غنية وأنشطة ذات إمكانيات واعدة»، و»التنمية المستدامة». الحدث يشكل أرضية مبتكرة تستشرف آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين تحت شعار «أفق جديد وشراكات جديدة»