أكد القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدةبالعيون بالنيابة، عيسى البلوشي، اليوم الاثنين بالعيون، أن بلاده حريصة على الانخراط في مسلسل التنمية الذي تشهده أقاليم جنوب المملكة. وشدد البلوشي في كلمة بمناسبة أشغال المنتدى المغربي - الإماراتي الذي ينظم تحت شعار " أفق جديد وشراكات جديدة"، على أن هذا المسلسل التنموي يقوده باقتدار الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن انعقاد هذا المنتدى يعكس روح الأخوة المغربية الإمارتية، ويترجم العلاقات المتميزة بين البلدين والتي تمتد في كل أنحاء المملكة، بما فيها الصحراء المغربية. واعتبر الدبلوماسي الإماراتي أن هذه المرحلة الجديدة من التعاون بين البلدين تتطلع إلى المستقبل عبر جذب استثمارات نوعية بما يعود بالنفع على البلدين وعلى الشعبين الشقيقين، ويعكس رغبة قائدي البلدين، الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مجددا العزم على المضي قدما في مسار العلاقات الاستثنائية بين البلدين، والرقي بآفاق التعاون لتحقيق الأمن والازدهار لشعبيهما. وبعدما نوه بالمراتب العليا التي تحتلها المملكة والتجربة الإصلاحية للملك، جدد تأكيد دولة الإمارات العربية المتحدة على مواصلة دعمها للمملكة في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، لاسيما بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة. أما رئيس مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، جمال سيف الجرواني، فنوه في كلمته بعقد المنتدى في هذا السياق، بالرغم من تداعيات فيروس كورونا وآثاره على المستوى الاقتصادي، داعيا إلى استخلاص دروس هذه المرحلة لتحقيق التنمية المستدامة. وتأسيسا على ما يجمع الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية من علاقات متينة، تشمل مجالات متعددة، أكد الجرواني، عبر تقنية التناظر المرئي، أن أواصر البلدين "تتعدى الأطر التقليدية"، مضيفا أن البلدين راكما على امتداد السنوات، رصيدا هاما طور إنجازات ملموسة وذات عوائد جد إيجابية على البلدين والشعبين الشقيقين. وأوضح أن البلدين تحذوهما رغبة مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي عبر وضع آليات واضحة من الجانبين، مشيرا إلى أن مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج يعمل على مد جسور التواصل مع الجهات الحكومية ذات الصلة وكبرى الشركات الاستثمارية وتوجيه الدعوات المستمرة لها للتعريف بالمجلس والأدوار المنوطة به في دعم الاقتصاد. وخلص إلى أن استكشاف الفرص الاستثمارية الدولية تأتي ضمن اهتمامات أعضاء المجلس، وذلك عبر توثيق الصلات مع كبريات الشركات ذات الجدوى الاقتصادية، ومن خلال تبني مفاهيم جديدة من قبيل مفهوم "الاستثمارات المؤثرة". ويشهد المنتدى تنظيم عدة ورشات من طرف الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وفاعلين في عدة قطاعات رئيسية، وتروم تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية لجهة العيون-الساقية الحمراء، وتنكب على استعراض أبرز الضروريات التي يحتاجها تطوير السوق المحلي، وأيضا المؤهلات التي يمكن للمملكة المغربية أن توفرها للإمارات العربية المتحدة. وتتمحور ورشات النقاش حول الصناعة ذات القيمة المضافة العالية، والفلاحة و الصيد البحري، إضافة إلى اللوجيستيك و النقل والتبادل الحر والاتفاقيات التجارية. وتعرف هذه الورشات مشاركة متدخلين من مختلف القطاعات الذين سيناقشون الرهانات الاقتصادية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وتتعلق هذه الورشات ب"الميزان التجاري المغربي-الاماراتي"، و"تطوير الفلاحة الغذائية: المواشي والمذابح"، و"الصيد البحري والمنتوجات البحرية: موارد غنية وأنشطة ذات إمكانيات واعدة"، و"التنمية المستدامة". وافتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة في نونبر 2020، قنصلية عامة لها بالعيون، كأول تمثيلية دبلوماسية لدولة غير إفريقية يتم تدشينها بعاصمة الصحراء المغربية.