تقود مؤسسة ماجوريل التي تسهر على تسيير حدائق ماجوريل والمتحفين البربري وإيف سان لوران، تجربة متميزة تتمثل في تشجيع مستخدميها ومساعدتهم على اقتناء الدراجات الكهربائية، من خلال تحمل جزء من تكاليفها، وذلك لحماية البيئة بمدينة مراكش. وفي هدا الإطار، قامت مؤسسة ماجوريل بتجهيز أماكن وسط الحديقة مخصصة لشحن الدراجات النارية الكهربائية بدون مقابل، قبل التنقل بها بين الشوارع الرئيسية للمدينة الحمراء. وأوضح محمد أحد مستخدمي الحديقة في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن مؤسسة حديقة ماجوريل تكلفت بتسديد ثلتي القيمة الإجمالية للدراجة الكهربائية التي اقتنيتها، والثلث الباقي سيجري تسديده بعد منحي تسهيلات في الأداء. من جانبه، أكد علي مستخدم بالحديقة نفسها، أنه اقتنى دراجة كهربائية صديقة للبيئة بتشجيع من المؤسسة، قبل أن يدرك بعد استعمالها انخفاض تكلفتها من حيث الصيانة مقارنة مع الدراجة النارية العادية ومدى الخطورة والثلوث التي تتسبب فيها هذه الاخيرة على البيئة بمدينة مراكش. وتندرج هذه المبادرة التي اقدمت عليها مؤسسة حدائق ماجوريل، في إطار الإستراتيجية الإيكولوجية الصحية والمستدامة التي تروم التحسيس بشكل قوي حول التلوث الناجم عن استخدام المركبات الحرارية. وكانت مؤسسة حدائق ماجوريل أبرمت اتفاقية شراكة مع شركة التنقل النظيف والمستدام (إيموب)، مكن مؤسسة حدائق ماجويل من تمويل حيازة الدراجات الصديقة للبيئة. وأكد ماديسون كوكس رئيس مؤسسة حدائق ماجوريل، أن هذه الشراكة مع (إيموب) وهو مشروع يشجع استعمال الدراجات النارية الكهربائية، على غرار الدراجات الهوائية، تروم تحسيس مستخدمي المؤسسة إزاء أهمية العناية بالبيئة والمدينة، معبرا عن أمله في أن تؤثر هذه المبادرة إيجابا، على الأشخاص الآخرين وتحفز على احترام البيئة. ويعد هذا المشروع النقلي النظيف لبنة أخرى تعزز مجموعة من المشاريع الخضراء بهدف تقوية التنمية المستدامة بالمدينة الحمراء، علما أن هذا المشروع يندرج ضمن قطاع النقل الذي يعتبر قطب الراحة في مجال البيئة، إذ يساهم بحوالي 14.7 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة، ويعتبر من أولويات كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، حيث يحظى بمكانة هامة في التنزيل المحلي للسياسة الوطنية في مجال التغيرات المناخية. وسبق لمؤسسة حدائق ماجوريل، أن انخرطت في المشاريع البيئية والايكولوجية، التي تم إطلاقها بمدينة مراكش وتعكس الرغبة الأكيدة للمسؤولين والمنتخبين المحليين في جعل المدينة الحمراء حاضرة نموذجية في المجال البيئي على الصعيد الوطني. وعاشت مدينة مراكش خلال الثلاث سنوات الأخيرة، على إيقاع إطلاق مجموعة من المشاريع البيئية والايكولوجية، تزامنت مع احتضان المؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22"، من بينها اعتماد حافلات للنقل الحضري صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الكهربائية، وإحداث محطة لمعالجة النفايات وأحياء إيكولوجية وإحداث مشتل لإنتاج الطاقة الشمسية وتطبيق النجاعة الطاقية ببعض البنايات العمومية.