ولقي عبد الكريم الكحلي، المزداد سنة 1974، وأب لطفلين، حتفه أثناء تأديته لواجبه، صباح الأحد المنصرم، أثناء عملية إخماد حريق اندلع بمستودع للخشب يقع بالشريط الساحلي لسيدي موسى، والذي أدى أيضا إلى إصابة عناصر إطفاء آخرين، جراء انهيار إحدى العمارات المحاذية للمستودع. وذكر مصدر من مديرية الوقاية المدنية أن أحد عناصرها، الذي يرقد تحت العناية المركزة بالمستشفى العسكري، أصيب بحروق خطيرة من الدرجة الثانية في الرجلين والعمود الفقري، إضافة إلى نزيف داخلي في الصدر، مشيرا إلى أن 4 عناصر إطفاء غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج، وأن حالة الجميع كانت مستقرة. وحسب مصادر من الوقاية المدنية، خلف فقدان الضحية الذي التحق بجهاز الوقاية المدينة سنة 2000، حزنا وأسى عميقين في أوساط جميع أفراد جهاز الوقاية المدنية، خاصة أنه كان عنصرا نشيطا وخلوقا، موضحة أن التضحية والمخاطرة هي من صميم عمل أفراد هذا الجهاز، الذين لا يتوانون عن أداء واجبهم المهني النبيل مهما كان الثمن. وكانت مديرية الوقاية المدنية أوضحت ضمن معطيات سابقة ل"الصحراء المغربية" أن شهداء الواجب المهني توفوا وهم يؤدون مهامهم بكل تفان وإخلاص ونكران الذات، مشيرة إلى أن منهم من قضى نحبه، أثناء تدخله في عملية الإنقاذ سواء بالبحار أو السدود أو الآبار، ومنهم من توفي وهو يحاول انتشال جثت من تحت الأنقاض، ومنهم من فارق الحياة وهو يحاول إنقاذ المواطنين وحماية ممتلكاتهم أثناء إخماد الحرائق، حتى أصبح جثة متفحمة نتيجة حروق أو صدمات كهربائية، ومنهم من أراد ضبط مختل عقليا خوفا أن يصيب المواطنين، ليلقى حتفه بفعل اعتداء من طرف هذا المختل. وأوضحت مديرية الوقاية المدنية أن العمل اليومي لرجال الوقاية المدينة داخل الثكنات، من مناورات ميدانية وتداريب يومية، وكذا ممارسة طقوس حياتهم العملية التي يعيشونها على وتيرة جرس الإنذار عند كل انطلاقة لأي تدخل إغاثة كيفما كان نوعه ووقته، بالليل أو النهار، يجعل حياتهم معرضة لمخاطر كثيرة، قد تودي بحياتهم أحيانا، أو تخلف إصابتهم بعاهات مستدامة أو جروح خطيرة.