أسرة الوقاية المدنية تكرم نساءها في الاحتفال بيومها العالمي خلدت أسرة الوقاية المدنية بالمغرب، أمس الثلاثاء، يومها العالمي، الذي يصادف يوم فاتح مارس من كل سنة، واختير لاحتفالات هذه السنة شعار "دور المرأة في الوقاية المدنية". نساء مجندات للتدخل في أي لحظة لإنقاذ أرواح المواطنين (مشواري) ويشكل الاحتفال باليوم العالمي مناسبة لإبراز حجم الأعمال والتضحيات، التي تبذلها أجهزة الوقاية المدنية، لحماية الأرواح والممتلكات والبيئة، وصون المنجزات الوطنية من الحوادث والأخطار، على اختلاف تسمياتها ومسبباتها. واعتمدت الوقاية المدنية، منذ فترة طويلة، على الذكور، لإنجاز المهام الموكولة إليها، إلا أن العنصر النسوي بدأ يفرض ذاته بكثافة، كفاعل لا محيد عنه في هذا المجال. فقبل سنة 1998، لم يكن جسم الوقاية المدنية بالمغرب يتوفر على أي عنصر نسوي ضمن صفوفه، التي كانت كلها ذكورية، بيد أنه، منذ هذا التاريخ، أبت العريف فاطنة عبوق، إلا أن تكسر هذا العرف والجمود، وتدشن أول ولوج للمرأة لهذا الميدان وطنيا، وحتى إفريقيا، حتى أضحى هذا الجهاز يتوفر اليوم على نساء في مختلف التخصصات، مؤهلات لمواجهة الحرائق والكوارث والحوادث، مهما كان نوعها. ويشتغل في جهاز الوقاية المدنية حاليا حوالي 300 عنصر نسوي، بينهن 63 مهندسات وتقنيات وإداريات، و9 طبيبات في تخصص الوقاية المدنية، و20 ضابطا أو ملازما أول، و158 ضابط صف، و24 عريفا، و17 مساعدة اجتماعية. وتساهم النساء حاليا، بفضل تجاربهن العلمية والثقافية، بشكل فعال في خدمات الوقاية المدنية. وبهذه المناسبة، دعا الأمين العام للمنظمة الدولية للوقاية المدنية، في رسالة موجهة للمجتمع الدولي، جميع الدول ومصالحها في الوقاية المدنية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للمرأة في مجال التعليم والتكوين، وترسيخ الوعي على نطاق واسع، بما يسهم في الرفع من مستوى الأداء والمهنية في مجال الممارسة. وكما جرت العادة، نظمت المديرية العامة للوقاية المدنية، حسب بلاغ لها، أمس الثلاثاء، العديد من التظاهرات بكافة أرجاء الوطن، احتفاء بهذا اليوم. وقال البلاغ إن هذه التظاهرات ستتخذ شكل "أبواب مفتوحة"، سيجري خلالها استعراض المخاطر والتجهيزات، وإمدادات الإغاثة أثناء المناورات، وكذا عدد من الاستعراضات في مجال الإسعاف والإنقاذ وإطفاء الحرائق. كما ستنظم، بهذه المناسبة، حملات تحسيسية لفائدة المواطنين، خصوصا تلاميذ المدارس والطلبة، حول مختلف المخاطر، وتوزيع الملصقات والمنشورات ذات الصلة. وبالنظر إلى التضحيات الجسام، التي يقدمها أفراد هذا الجهاز النبيل، فإن الوقاية المدنية بالمغرب فقدت، منذ تأسيسها سنة 1987، وإلى غاية 15 يناير 2009، 34 عنصرا شهيدا للواجب المهني، لقوا حتفهم أثناء مزاولتهم مهامهم اليومية. وتوفي شهداء الواجب المهني، وهم يؤدون مهامهم بكل تفان وإخلاص ونكران الذات، فمنهم من قضى نحبه، أثناء تدخله في عملية الإنقاذ، سواء بالبحار أو السدود أو الآبار، ومنهم من توفي وهو يحاول انتشال جثث من تحت الأنقاض، ومنهم من فارق الحياة وهو يحاول إنقاذ المواطنين وحماية ممتلكاتهم أثناء عملية إخماد الحرائق، حتى أصبح جثة متفحمة، نتيجة حروق أو صدمات كهربائية، ومنهم من أراد ضبط مختل عقليا، خوفا أن يصيب المواطنين، ليلقى حتفه بفعل اعتداء من طرف هذا المختل. ويجعل العمل اليومي لرجال الوقاية المدنية داخل الثكنات، بدءا بالقيام بمناورات ميدانية وتداريب يومية، وكذا ممارسة طقوس حياتهم العملية على وتيرة جرس الإنذار عند كل انطلاقة لأي تدخل إغاثة، كيفما كان نوعه ووقته، بالليل أو النهار، (يجعل) حياتهم معرضة لمخاطر كثيرة، قد تودي بحياتهم أحيانا، أو تخلف إصابتهم بعاهات مستديمة أو جروح خطيرة. وكان آخر حادث راح ضحيته عناصر من جهاز الوقاية المدنية، حريق اندلع قبل أزيد من سنة، في مستودع مصنع للخزف بفاس، مخلفا ثلاثة قتلى، بينهم القائد الإقليمي للوقاية المدنية، حسن الغاوي، وسبعة جرحى، ضمنهم القائد الجهوي للوقاية المدنية بالمنطقة، وأحد عناصر الوقاية المدنية. ولسد النقص الحاصل في العنصر البشري، وضعت المديرية العامة للوقاية المدنية خطة عمل، إذ قامت، حسب إحصائيات أعلن عنها العام الماضي، في إطار تعزيز مصالحها الترابية، بنهج استراتيجية جديدة، تضمن توظيف 2500 عنصر، ابتداء من سنة 2008، وإلى حدود سنة 2012، أي بمعدل 500 عنصر في السنة، موزعة على مختلف وحدات الوقاية المدنية بمجموع التراب الوطني. ومن المتوقع، حسب الإحصائيات ذاتها، أن يصل عدد الآليات في أفق 2012 إلى أزيد من 1300 آلية، وبرمجة إحداث خمسة مستودعات أخرى، في إطار المخطط الخماسي (2008- 2012)، الذي سطرته المديرية، تحت الإشراف المباشر للوزارة الوصية. كما تعتزم المديرية إنشاء موقع للوقاية المدنية على شبكة الإنترنيت، يكون من بين أهدافه تحسيس المواطن، ونشر التوعية بأمور السلامة والوقاية، في شتى مجالاتها، والاستفادة من استخدام وسيلة إعلامية.