وتكمن خطورة فيروس الأنفلونزا في أنه شديد العدوى، ويمكن أن ينتشر عن طريق الهواء عندما يسعل الشخص المصاب، أو عند العطس، وبالاتصال المباشر مع مريض أو عن طريق لمس الأشياء الملوثة أو بنقل الميكروبات للجهاز التنفسي، عبر الفم والأنف. وكشفت أشغال الندوة أن الأمراض السنوية الموسمية مسؤولة عن 3 إلى 5 ملايين حالة مرض شديدة، وبين 250 ألفا إلى 500 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم. وتطرقت الندوة لوضعية التلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية بالمغرب، والتي ظلت ضعيفة لا تتعدى 2 في المائة، ما يدفع إلى إقناع المرضى بالتلقيح، أمام خطورة المرض بسبب حصده العديد من الأرواح كل سنة في العالم، حسب مداخلة جلال نور الليل، رئيس مختبر علم الفيروسات بمعهد باستور. ووفقا للاختصاصيين، يعزى عدم كفاية الإقبال على التلقيح ضد الأنفلونزا إلى "الجهل بالتأثير الحقيقي للأنفلونزا الفصلية، وضرورة تكرار التطعيم سنويا، وغياب أي توصية من الطاقم الطبي، ووجود أحكام مسبقة عن المرض أو اللقاح". كما يعزى الأمر إلى بعض المخاوف من التعرض لأعراض جانبية للتلقيح، وهو ما يفنده الاختصاصيون، إذ يؤكدون أن اللقاح يعتبر "معطلا لأنه يحتوي على فيروسات ميتة، وهو غير معد، ويتمثل دوره في تنبيه الجسم ضد الفيروس، وآمن على الجسم بحيث يتحمله بسهولة". ووفقا لمعلومات استقتها "الصحراء المغربية" لدى متخصصين، فإن المغرب يتوفر على قرابة 35 ألف جرعة سنويا من اللقاح، تتوزع على مهنيي الصحة ومعهد باستور وعلى الصيدليات الخاصة، وقطاعات مهنية حيوية، مدنية وعسكرية، لحماية العاملين فيها. وركزت مداخلات اللقاء، التي نشطها شكيب عبد الفتاح، اختصاصي بقسم الأمراض المعدية في المركز الاستشفائي ابن رشد، وجلال نور الليل، رئيس مختبر علم الفيروسات بمعهد باستور، حول فعالية وأمان استعمال اللقاح ضد الأنفلونزا الفصلية، سيما بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمضاعفات، مع إبراز تفشي فيروس الأنفلونزا الفصلية بين أكتوبر ومارس من كل سنة. وأكد شكيب أن اللقاح ضد الأنفلونزا الفصلية يعد وسيلة وقائية، داعيا إلى الحرص على نظافة الأيدي بالماء والصابون، والتخلص الآمن من منديل الأنف الورقي، بعد استعماله عند السعال أو العطس، في مكان محكم الإغلاق، لتفادي انتشار الفيروس. وتتمثل خطورة الأنفلونزا الفصلية في عدم إمكانية التنبؤ بها، إذ تمس سنويا ملايين الأشخاص عبر العالم. وتقدر منظمة الصحة العالمية معدلات الإصابة بالأنفلونزا سنويا في العالم بين 5 إلى 10 في المائة لدى البالغين، ومن 20 إلى 30 في المائة لدى الأطفال. ويمكن أن يتسبب المرض في ضرورة الاستشفاء وحالات وفيات، خاصة بين الفئات المعرضة للخطر، مثل صغار السن والمسنين المصابين بأمراض مزمنة. ويمكن لجميع الراغبين في الحد من خطر الإصابة بالأنفلونزا لأسباب خاصة أو مهنية الاستفادة من هذا التلقيح.