وكان جثمان الفقيدة، الذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بالتكفل بنقله من واغادوغو إلى المغربوصل ليلة أول أمس الثلاثاء إلى مطار مراكش المنارة. وكان في مقدمة المشيعين، محمد مفكر، والي جهة مراكشآسفي، وإيريك جيرارد، القنصل العام الفرنسي بمراكش، وجاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية بمراكش والصويرة، والمدير العام لمنظمة العفو الدولية فرع المغرب ،محمدالسكتاوي، بالإضافة إلى أعضاء الجالية الفرنسية المقيمة بمراكش، ومسؤولين أمنيين تابعين للقيادة الجهوية للدرك الملكي وولاية أمن مراكش وأهل وأقارب الفقيدة وأصدقائهاوجمع غفير من المواطنين. وقبل صلاتي العصر والجنازة بمسجد الكتبية التاريخي ومواراة جثمان الضحية، تقاطر على منزل عائلة الفقيدة الواقع بمنطقةممر النخيل، عدد من أقاربها وأصدقائها وصديقات عائلتها، لتقديم التعازي لوالديها عبد العزيز وكريستين، منوهين بمناقب الفقيدة وإخلاصها وتفانيها في أداء مهامها. وخيمت أجواء روحانية على تشييع جنازة ليلى العلوي المزدادة سنة 1982، وخلف رحيلها جراحا في نفوسأقاربهاوأصدقائها. واستحضر المشاركون في هذه الجنازة، التي انطلقت من منزل عائلة الراحلة في اتجاه مقبرة الإمام السهيلي مناقب الضحية، التي امتدت إليها أيادي الغدر، بكل تأثر وإكبار، متأسفين على خسارتها كفنانة موهوبة نقلت اسم المغرب إلى مستويات عالمية. وخلفت وفاة ليلى العلوي حزنا كبيرا وسط أصدقائها ومعارفها، وهو ما عبروا عنه في تصريحاتهم ل"المغربية" التي واكبت تشييع جنازة الراحلة، انطلاقا من منزلها إلى مقبرة الإمام السهيلي. وعبر ايريك جيرارد، القنصل العام لفرنسابمراكش، عن رفضه ل"الإرهاب" مهما كان مصدره، والتضامن مع عائلة الراحلة ليلى العلوي، مؤكدا إدانته للإرهاب "كيفما كانت أسبابه وجذوره وتجلياته". وقال محمدالسكتاوي، المدير العام لمنظمة العفو الدولية بالمغرب، تلقينا نبأ وفاة ليلى العلوي بصدمة وفاجعة كبيرتين، "نحن في منظمة العفو الدولية لم نكن نتوقع أن بوركينافاسو وجهة عالية المخاطر". وأضاف السكتاوي في حديثه ل"المغربية"، أنه عندماوصلت هذه الشابة المناضلة المدافعة عن حقوق الإنسان التي تشع بروح الإنسانيةإلى بوركينافاسو لتشتغل على قضية حقوق النساء في إفريقيا، كنا نتوخى الأمل في أن عملها سيعطينا المزيد من الإصرار لمواصلة نضالنا، وبالفعل وهي تسقط الآن في معركة إنسانية لمواجهة الإرهاب والتطرف والتعصب بروحها الإنسانية وروح التسامح تعطينا الأمل أن اندحار الإرهاب قريب لاريب فيه. وأوضح السكتاوي أن الراحلة كانت مرفوقة بسائق منظمة العفو الدولية من بوركينافاسو يدعى محمدي أب لأربعة أطفال سقط هو الآخر ضحية الإرهاب، مشيرا إلى أن ليلى العلوي كانت موجودة في واغادوغو في إطار مهمة إنجاز صور فوتوغرافية لحساب منظمة العفو الدولية، قبل أن يمسها الهجوم الإرهابي على فندق "سبلانديد"، ومقهى مطعم كابوتشينو، الذي أسفر عن إصابتها برصاصتين الأولى في الصدر والثانية في الساق، لكنها واجهت الموت بصمود واستبشرنا خيرا عندما استقرت أوضاعها الصحية، واثناء استعداد منظمة العفو الدولية وأصدقائها لنقلها إلى مستشفى آخر لاستكمال العلاج، تعرضت لأزمة قلبية لفظت على إثرها أنفاسها الأخيرة. وأكد رضا الدمناتي، أحد أقارب عائلة ليلى العلوي،أن هذه الأخيرة أصيبت برصاص الإرهابيين، في الرئة والبطن واليدين والرجلين والكلي، وتعرضت لأربع أزمات قلبية خلال تلقيها العلاج بالمصحة الطبية، التي كانت ترقد بها بالعاصمة البوركينابية، قبل أن تسلم الروح لبارئها خلال تعرضها لأزمة قلبية خامسة مساء يوم الاثنين الماضي، مشيرا إلى أن السفارة المغربية تابعت حالتها الصحية عن قرب، حيث أشرف السفير المغربي شخصيا على متابعة وضعها الصحي. وأضاف الدمناتي أن الراحلة كانت فنانة فوتوغرافية تهتم بالفن المعاصر، ونظمت في سنة 2014 معرضا للصور الفوتوغرافية في معهد العالم العربي في باريس. وعبر الفنان التشكيلي محمد مرابط، صديق الفنانة الراحلة ليلى العلوي، عن استيائه العميق بفقدان هذه الفنانة الفوتوغرافية، التي كانت تكشف من خلال أعمالها الحقائق الاجتماعية والوطنية بطريقة تعبيرية على حدود الفيلم الوثائقي والفنون البصرية. وقال مرابط خلال حديثه عن الأعمال الفنية للراحلة، إنها أظهرت من خلال أعمالها كفنانة دائمة الترحال مواضيع التنوع ومسألة الهوية الثقافية واللجوء، وإبرازها للتنوع الإثني والثقافي المغربي، وارتباطها بهوية البحر الأبيض المتوسط على الخصوص. تجب الإشارة الى أن ليلى العلوي ولدت في فرنسا من أب مغربي، اسمه عبد العزيز وأم فرنسية تدعى كريستين، تلقت تعليمها الإعدادي والثانوي بثانوية فيكتور هيغو بحي جيليز بمراكش، درست السينما والعلوم الاجتماعية بنيويورك، حيث حصلت على شهادة عليا في علوم التصوير الفوتوغرافي، وركزت في أعمالها التصويرية على تيمات البورتريه والهجرة. وكان آخر معرض للفنانة الراحلة بعنوان "40" عرضت فيه أربعين صورة فوتوغرافية لثلة من الفنانين المغاربة في مجالات متعددة كالفن التشكيلي والنحت والسينما والمسرح.