وبررت ليلى نجدي، رئيسة الجمعية هذا المطلب، بالكلفة الباهظة للعلاجات، موضحة أنها تراوح بين 20 ألف درهم و120 ألف درهم في السنة، حسب نوعية الوصفات الطبية، والبروتوكول العلاجي. وأضافت نجدي، في تصريح ل"المغربية"، أن المرضى يواجهون مشكل التسديد المسبق للعلاجات، رغم بلوغ نسبة التغطية 93 في المائة. ويصيب داء الروماتوييد قرابة 350 ألف مغربي، بمعدل 1 في المائة من عدد السكان، 80 في المائة منهم نساء، تتراوح أعمارهن بين 35 و55 سنة. وتشدد الجمعية، بمناسبة اليوم الوطني للروماتوييد (22 يناير)، على ضرورة تمكين المرضى من الدفع المسبق الشامل، عوضا عن انتظار التوصل بالتعويض عن كلفة العلاجات، نظرا للكلفة المرتفعة للبروتوكولات الطبية التي يحتاج إليها المرضى، والتي تتسبب في متاعب مالية لهم، بشعار "عندما يصبح المستحيل ممكنا". كما تطالب الجمعية بتمكين المرضى الذين يخضعون لنظام "الراميد" من الاستفادة من المتابعة الصحية، ومجانية الأدوية وتوفير العلاجات الضرورية لهم في المستشفيات العمومية. ويتمظهر الروماتوييد باحمرار وسخونة وتورم وألم عند الملمس، ويمكن أن يصيب الالتهاب أي مفصل، لكن الأكثر إصابة هي التي تتحمل وزن الجسم (الأرجل والركبة والأرداف والعمود الفقري)، كما يمكن أن يصيب مفاصل اليد. ويتسبب التهاب المفصل والآلام الحادة المصاحبة له في عدم قدرة المريض على استعمال المفاصل المصابة، ما يؤدي إلى العجز. ويعتبر أعضاء اللجنة العلمية بالجمعية المغربية لمرض الروماتوييد هذا المرض "خطيرا، ويتطلب علاجا طويلا، وتكمن خطورته في أنه ذو تطور تدريجي ومدمر للمفاصل، ليبقى أهم علاج وقائي له، هو الكشف المبكر، استنادا إلى الأهمية البالغة لعلاجه خلال الستة أشهر للإصابة، تفاديا لتشوه المفاصل، وبلوغ مرحلة تدميرها". ويتسبب المرض، أحيانا، في العجز الكلي، إذ يفضي إلى تدهور خطير في حياة المرضى، كما يقلص أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات، ويتسبب في توقف 50 في المائة من المصابين عن العمل بعد 5 سنوات من المرض، في حال عدم العلاج. ومن أعراض الداء، الشعور بآلام مصحوبة بانتفاخ في المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب. ومن العلاجات الوقائية للمرض الكشف مبكرا عنه، خلال الستة أشهر الأولى من ظهور أعراضه الأولى، استنادا إلى الأهمية البالغة لعلاجه خلال هذه الفترة، تفاديا لتشوه المفاصل وبلوغ المصاب مرحلة تدميرها. ويعتبر الروماتوييد أكثر أمراض الروماتيزم المزمنة شيوعا عبر العالم، بنسبة 38 في المائة بين أمراض الروماتيزم الالتهابية المزمنة، ويمكن أن يصيب الإنسان في أي سن من حياته، إلا أن الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 35 و55 سنة يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة. كما تتمثل خطورة المرض في تسببه في توقف كثير من المريضات عن أداء أدوارهن الاجتماعية داخل الأسرة، واضطرار بعضهن للتخلي عن عملهن، نتيجة العجز عن تحريك مفاصلهن، بل أن بعض المريضات يتعرضن للطلاق لعجزهن عن رعاية أطفالهن، أو حتى عن إطعام أنفسهن، واضطرارهن للاستعانة بأشخاص آخرين لتنفيذ ذلك. يشار إلى أن الجمعية المغربية لمحاربة الروماتوييد المفصلي تأسست سنة 2007، ومن أنشطتها، التحسيس بالمرض وأسبابه وعلاجاته بهدف المساعدة على الولوج إلى التغطية الكلية والشاملة، وتنظيم قوافل صحية، وندوات، وعرض أفلام حول المرض والمشاكل التي يواجهها المرضى. وتقدم الجمعية خدمة الاستماع للمرضى ومحيطهم العائلي والاجتماعي، ما يسمح بدعمهم نفسيا ومساعدتهم على تحمل العزلة والألم.