جاء الإعلان عن هذا الحدث، خلال ندوة صحفية نظمها محمد العربي بلقايد، عمدة مراكش، مساء أول أمس الاثنين، بشراكة مع مجلس جهة مراكشآسفي، ووزارة الثقافة، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة السياحة، وولاية جهة مراكشآسفي، ومجلس عمالة مراكش، ومنسقية الجمعيات التي تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي لمراكش، لتقديم الخطوط العريضة لبرنامج هذه التظاهرة الثقافية والفنية الموجهة إلى إنعاش السياحة بالمدينة الحمراء وبساحة جامع الفنا، باعتبارها فضاء للهوية المغربية. وأكد العمدة أهمية ورمزية هذه التظاهرة الثقافية والفنية، لتقييم منجزات مختلف المتدخلين من القطاع العام والخاص، خلال العقود الثلاثة الأخيرة في مجال صيانة التراث. وأضاف أن ساحة جامع الفنا، المدرجة ضمن قائمة التراث الشفوي للإنسانية سنة 2001، بحكم تاريخها كملتقى للثقافات والجنسيات والحضارات والديانات، ستبقى خالدة في ذاكرة كل المغاربة. من جانبه، قال جعفر الكنسوسي، رئيس اللجنة العلمية لهذه التظاهرة، إنها تشكل محطة لإرساء أسس وقواعد مخطط شامل وبعيد المدى لإدماج وتوحيد كافة التدخلات للحفاظ على النسيج العمراني للمدينة العتيقة وإحياء التراث الشفوي، وتحسيس الجمهور الواسع بأهمية الحفاظ على التراث. وأجمع باقي المتدخلين على أن هذه التظاهرة ستساهم في تنشيط وإنعاش المدينة وساحتها الشهيرة ثقافيا واقتصاديا، مؤكدين انخراط جميع الفاعلين المعنيين من جمعيات تعنى بهذه الساحة والتراث بصفة عامة، ومهنيي القطاع السياحي والسلطات المحلية والمجتمع المدني، من أجل ضمان النجاح الكامل لهذه التظاهرة. وشددوا على ضرورة إيلاء المزيد من العناية برجال ساحة جامع الفنا وتوفير لهم الإمكانيات وظروف العيش الكريم، خاصة الذين ساهموا بشكل كبير في غنى والتنوع الثقافي المغربي، مبرزين أهمية هذه التظاهرة في إنعاش وإعادة الاعتبار والحفاظ على الموروث المادي واللامادي، الذي يعتز به كل المغاربة. وعلى هامش هذه التظاهرة الثقافية، ستقام ورشات عمل، وندوات، ولقاءات وحفلات تراثية ينشطها أساتذة وخبراء مغاربة وأجانب في علم التراث المادي والتراث الشفوي اللامادي، كما سيقام معرض كبير لتقديم حصيلة مختلف التدخلات لترميم وتأهيل النسيج العمراني للمدينة العتيقة وإطلاع الجمهور على نماذج من أعمال الترميم المنجزة. وكانت مراكش صنفت من بين المدن الأثرية ذات العمران العريق منذ 1985، كما تميزت عن المدن الشهيرة العالمية بساحتها "جامع الفنا" المصنفة اعتبارا لتراثها الإنساني الشفوي اللامادي منذ 2001. تجدر الإشارة إلى أن ساحة جامع الفنا أصبحت تحتل موقعا سياحيا بامتياز يمكن تصنيفه في خانة السياحة الثقافية، بالنظر إلى عدد الرحلات السياحية، التي تتوافد عليها من جميع أنحاء العالم، إذ يمكن للزائر أن يلاحظ تباين الحلقات وصانعي الفرجة واختلاف الألوان، وزيارة مراكش دون التجول في أرجاء ساحة جامع الفنا الجذابة بحركيتها، التي تضم أزيد من 400 شخص يمارسون مختلف الأنشطة، سواء كانت فولكلورية أو كوميدية دون الحديث عن ممتهني بعض الحرف الهامشية، يفقد الزائر الكثير من متعة السياحة، ويبعده عن النفاذ إلى عمق المدينة الحمراء.