سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة مراكش تبرز موقع إفريقيا في الاستثمارات الصينية وريادة المغرب في التنمية الشاملة بنجلون: الصين أصبحت شريكا اقتصاديا مميزا لبلدان إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية
أضافوا أن المغرب حقق خطوات كبيرة على درب التنمية، بوأته مكانة بارزة على الصعيد الإفريقي، وأضحى ضمن الدول الرائدة في مجال التنمية الشاملة. وبخصوص التوقعات التي عبر عنها خبراء دوليون في الاقتصاد، تفيد أن مستقبل العالم يكمن في إفريقيا، قال عدد من المتدخلين إن القارة ستشهد في غضون الثلاثين سنة المقبلة تنمية كبيرة، لكنها لن تشمل جميع البلدان. وأجمع المشاركون على أن الصين تعتبر الشريك الرئيسي الأول لإفريقيا في المجال التجاري، مشيرين إلى أهمية تعزيز الشراكة بين الصين والقارة الإفريقية. وركزت باقي التدخلات على التطور القوي في العلاقات الصينية الإفريقية خلال العقد الأخير، مشيرين الى أن الصين تعتبر الفاعل الدولي، الذي ينمو بشكل سريع بالقارة، إذ إن المقاربة الجديدة للصين ترتكز على الشراكات ذات الربح المتبادل. من جهته، اعتبر عثمان بنجلون، المدير العام للبنك المغربي للتجارة الخارجية، أن الصين أصبحت شريكا اقتصاديا مميزا للبلدان الإفريقية، والبلدان الصاعدة بالقارة، وكذا بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية. وأضاف أن مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية توجد بالصين منذ أزيد من 11 سنة، وستعزز هذا الحضور من خلال افتتاح وكالة جديدة بشنغهاي بعد بكين، مبرزا أن المؤسسات المالية الصينية والإفريقية والبنوك المغربية يمكن أن تقدم نموذجا لشراكة بنكية نموذجية، معربا عن الاستعداد لإرساء علاقات بنيوية بين هذه المؤسسات من خلال مبادرات قوية. وأكد على ضرورة بناء نموذج جديد لعلاقات الصين بدول القارة الإفريقية، موضحا أن هذا النموذج الجديد من شأنه أن يساهم في تجاوز العلاقات غير المنسقة بين الصين التي من المرتقب أن تشكل ثلث الاقتصاد العالمي في أفق 2050، وبلدان القارة، التي ستضم ملياري مستهلك في أفق 2050. في السياق نفسه، قال شانغ طاو، نائب رئيس المؤسسة الصينية للدراسات الآسيوية والإفريقية، في تصريح ل"المغربية"، إن الصين تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي مع البلدان الإفريقية، وتحفيز المستثمرين الصينيين على اكتشاف الفرص الاستثمارية، التي تتيحها القارة السمراء. وأضاف طاو، السفير السابق للصين بالمغرب، أن العلاقات بين المغرب والصين جيدة وستعرف تطورا إيجابيا في المستقبل بفضل الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، موضحا أن هذه العلاقات ستدعم على المستوى التجاري والاقتصادي والثقافي، وأن الصين تولي اهتماما كبيرا للصداقة التقليدية بين بكين والرباط، وتأمل في العمل مع المغرب لتعزيز هذه الصداقة وتدعيم التعاون الثنائي بصورة متزايدة. وقدم طاو لمحة عن الاقتصاد الصيني الذي تأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية، لاسيما على مستوى انخفاض الصادرات، مبرزا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية لمواجهة هذه الأزمة والتي تمثلت بالأساس في تقوية الاستثمارات العمومية وخفض الضرائب على الشركات وتحفيز الطلب الداخلي. كما أشاد طاو بالمناسبة بأوراش الإصلاحات الكبرى بالمغرب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرا الى أن القارة الإفريقية توفر، بفضل مؤهلاتها الاقتصادية والطبيعية ومواردها البشرية، مناخا مهما لتطوير علاقات التعاون، وفرصا كبيرة للمستثمرين الصينيين في كل المجالات. وحذر كارلوس لوبيز، الأمين التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا، من أن عدم التصنيع يضع نمو إفريقيا الاقتصادي طويل الأجل في دائرة الخطر. وقال "شهدت الصناعة ركودا في أنحاء القارة خلال العقد الماضي، وتتضاءل وتتقلص حصتها من صادرات إفريقيا، ويبذل القطاع الإنمائي في إفريقيا جهودا لخلق فرص عمل كافية لأعداد الشباب المتزايدة والطريقة الوحيدة التي ستمكنه من ذلك هي من خلال التصنيع." وأوضح لوبيز أن الطريق نحو إفريقيا مفتوح أمام المقاولات الأجنبية خاصة الصينية، بفضل انفتاحها على العالم ورغبتها في تطوير اقتصادياتها، داعيا البلدان الإفريقية إلى الاهتمام بالمقاولات التحويلية والإنتاج العصري المندمج، لخلق قيم اقتصادية مضافة وتوفير المزيد من فرص الشغل لفائدة المواطنين الأفارقة. وشدد على أهمية إرساء حكامة جيدة ووجود رغبة سياسية أكيدة لأصحاب القرار السياسي لجلب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى البلدان الإفريقية.