أصبحت مدينة مراكش من أكثر المدن تسجيلا لحالات الوفيات بسبب مضاعفات فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حيث أحصت المدينة خلال ال 48 ساعة الماضية حتى حدود الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء، 10 وفيات. وهي الحصيلة الأثقل منذ تسلل الفيروس إلى جهة مراكشآسفي، منتصف شهر مارس المنصرم، مما رفع معدل الإماتة بها إلى 98 متوفيا، منها 80 حالة وفاة على مستوى عمالة مراكش. ويوجد من ضمن الوفيات العشرة التي أعلنت عنها وزارة الصحة، ضمن حصيلة اليومين الأخيرين، موظف شرطة برتبة ضابط أمن، الذي أسلم الروح لبارئها، بعد تعرضه لتدهور مفاجئ في صحته نتيجة مضاعفات الفيروس، تسبب له في فشل على مستوى التنفس، حيث كان الراحل يعمل قيد حياته ضمن الفرقة المتنقلة للحفاظ على النظام، ويعاني من مضاعفات داء السكري. كما توفي بعد زوال أمس الثلاثاء، المعلم عبد الرزاق بابا وهو وجه من وجوه الفنون الشعبية المراكشية الأصيلة، وأحد رموز الدقة المراكشية، بقسم الإنعاش والعناية المركزة بالجناح المخصص لمرضى "كوفيد 19" بالمستشفى الجهوي ابن زهر المعروف ب "المامونية" بمقاطعة مراكشالمدينة، جراء مضاعفات إصابته بالفيروس اللعين الذي أصيب به منذ أيام، دون أن يلقى الرعاية الضرورية. ولم يكن المعلم عبد الرزاق فنانا شعبيا فقط، بل كان مناضلا في الصفوف الأمامية مدافعا على الفنانين والفنون الشعبية الأصيلة، من أجل الرقي بها، والرقي أيضا بالفنان الشعبي وتأهيله، كما كان أيضا سفيرا للفنون الشعبية وفي مقدمتها الدقة المراكشية، إذ تجده رفقة زملائه مشاركا وفاعلا في جميع اللقاءات والمهرجانات داخل وخارج المغرب. وكان الراحل مؤرخا وموثقا ومجمعا للنصوص وللقول الشعبي (العيط)، نهل من والده المرحوم سيدي أحمد بابا، ومن شيوخ هذا الفن المراكشي الأصيل، وزاد عليه أن وثقه ليحفظ في الذاكرة المراكشية. وبلغ عدد الإصابات المؤكدة المعلن عنها خلال ال 24 ساعة الماضية إلى حدود الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء، 195 حالة ظهرت عليها أعراض الفيروس قبل أن تكشف الفحوصات التي خضعوا لها عن إصابتهم بالفيروس، ليتم التكفل بهم وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة، بعد وضعهم تحت المراقبة الطبية. وحسب التوزيع الجغرافي لحالات الإصابة المؤكدة، فإن مدينة مراكش تأتي في المقدمة بما مجموعه 147 حالة، فيما تم تسجيل 27 حالة في إقليمالحوز، و12 حالة بإقليمقلعة السراغنة، و7 حالات بإقليمشيشاوة، وحالة واحدة بكل من إقليميآسفي والصويرة، في حين يصل عدد الحالات الحرجة التي توجد تحت العناية المركزة إلى 34 حالة، بينها حالتين تحت التنفس الاصطناعي.