لم يكتب لها أن تتنفس الصعداء بعد، رغم دخول مدن المغرب المرحلة الثالثة من التخفيف التدريجي للحجر الصحي، إلا أن عروس الشمال لازلت تتجهز لليلية زفافها رغم قنوط أهل المدينة وارتفاع درجات الحرارة التي لا تقاوم استفزاز الواجهتين البحريتين، بيد أن جهود السلطات المحلية والولائية والصحية لإنقاذ المدينة تقاوم وسط حالة من التراخي والتصدي لهذه الجهود.
معطيات مقلقة تغير الخريطة الصحية للمدينة
لم تعد لغة الأرقام وتتبع تفاصيلها تحظى بالمواكبة كما كان عليه الحال أيام الحجر الصحي، لكن تصريح عبد الإله كحلون مدير المستشفى الميداني الخاص بعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد بطنجة، لإحدى القنوات التلفزية غير الصورة لدى الشارع الطنجي الذي سرعان ما تناقل تفاصيل تصريح المسؤول الصحي الذي أعلن أن الوضع الوبائي بالمدينة لازال خطيرا، مضيفا أن العشرات من الأشخاص يحملون أعراض فيروس كورونا المستجد يتجولون في شوارع طنجة، بعدما تعذر عليهم إجراء اختبارات كوفيد. وأضاف كحلون أنه خلال نهاية الأسبوع الماضي، كان هناك أكثر من 500 حالة شبه مؤكدة بفيروس كورونا في المصحات الخاصة، لكن لم يتم إجراء فحوصات كورونا عليها، وبالتالي هي تشكل خطرا في الشوارع، مبرزا أن استمرار وجود العشرات من الحالات تتجول في شوارع طنجة سيؤدي إلى انتشار أكبر لفيروس كورونا، وهذا ما سينعكس على أعداد المصابين في الأيام المقبلة.
السلطات تتحرك وقائد يتعرض لإعتداء
وحدها دوريات الشرطة وعناصر القوات المساعدة والسلطات المحلية والقواد وأعوانهم وبعض فعاليات المجتمع المدني تقف في مواجهة الوباء في الأوساط السكنية الشعبية والبؤر السكانية التي تشهد اكتظاظا يقابله مشهد جماعي من حالات التراخي في احترام الاجراءات الإجراءات المعلوم بها، فضلا عن احترام قرار السلطات بالتوقف عن العمل في المحلات التجارية والمقاهي ببعض الأحياء بالمدينة في حدود التاسعة مساءا. وفي غمرة التدخلات، تعرض رجل سلطة برتبة قائد الملحقة الإدارية 20 بمدينة طنجة لإعتداء بداية الأسبوع الجاري إثر إقدامه على إغلاق مقهى بعد أن تجاوز الوقت المحدد للعمل وذلك تطبيقا لإجراءات الحجر الصحي، ببحي بني مكادة القديمة، حيث حاول القائد ثني صاحب مقهى على عدم مواصلة العمل والإغلاق بعد تجاوزه لوقت العمل غير أن الأخير دخل في نزاع شفوي مع القائد رافضا إغلاق المقهى، لتتطورالاحداث إلى حين الاعتداء على القائد مما أدى إلى نقله إلى مستشفى محمد الخامس من أجل تلقي الإسعافات الضرورية فيما ينتظر أن تتم متابعة صاحب المقهى بتهمة خرق حالة الطوارئ الصحية وكذا الاعتداء على رجل سلطة. ويعد هذا الاعتداء الثاني من نوعه خلال الحجر الصحي بعد اعتداء آخر لقائد حومة الشوك من عدد من الفراشة أبريل الماضي، لتنضاف هذه الوقائع إلى سجل الأحداث التي تعيق عودة المدينة لحركيتها المعهودة ورواجها السياحي.