دخل العشرات من سكان جماعتي سيد الزوين ولوداية بتراب عمالة مراكش، منذ أمس الثلاثاء، في اعتصام مفتوح أمام المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بسبب مشكل خصاص الماء الصالح للشرب، تزامنت مع ارتفاع في درجة الحرارة، للمطالبة بإيجاد حل لهذا المشكل الذي يؤرق بال السكان ويحرمهم من حق أساسي وحيوي هو الحق في الماء الصالح للشرب خصوصا خلال فصل الصيف. وحسب عدد من المتضررين، فإن العطش وخصاص الماء الصالح للشرب، أدخل سكان جماعتي سيد الزوين ولوداية في أزمة حقيقية، خصوصا مع الحرارة المرتفعة التي تعرفها مدينة مراكش وضواحيها خلال هذه الأيام. وأضافوا في اتصال ب "الصحراء المغربية" أن مئات السكان باتوا يعانون من العطش، خاصة أن هذه الفترة تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، مما يشكل تهديدا لحياة المواطنين والمواطنات ويقوض الحق في الكرامة والتنمية وما يترتب عنه من الهجرة والترحيل القصري للسكان من مواطنهم الأصلية باتجاه مدينة مراكش. وأوضحوا أن الحق في الماء حاجة ضرورية، وجودته مرتبطة بالحق في الصحة والغداء، مشيرين إلى أن موجة الحرارة التي تعرفها مدينة مراكش وضواحيها، كشفت عن وجود عجز كبير في إيجاد الحلول الناجعة لحل أزمة نقص الماء الصالح للشرب بالمنطقة، الأمر الذي جعل السكان يعيشون وضعية مأساوية ترغمهم على الانتظار ساعات طويلة، وأحيانا عدة أيام للحصول على كميات محدودة من الماء لا تكفيهم لتلبية حاجياتهم الأساسية. وحسب مصادر مطلعة، فإنه تم عقد اجتماع بمقر قيادة سيد الزوين بحضور القائد ورئيس المجلس الجماعي والمدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الشروب ومستشارين جماعيين وممثلين عن المجتمع المدني، حيث كشفت مداخلة ممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، عن استحالة حل جذري في الظرفية الراهنة لهذا المشكل، مؤكدا أن المكتب يواجه العديد من الإكراهات بفعل ارتفاع منسوب الطلب على هذه المادة بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونضوب بعض الآبار، في الوقت الذي لم يرقى فيه البئر الذي تم حفره بمنطقة الفيض لتعزيز تزويد الساكنة بالماء إلى انتظارات المكتب، مشيرا إلى أن الأخير منكب على مشروع لتزويد مدينة مراكش ومعها سيد الزوين بالماء الشروب انطلاقا من سد المسيرة. وأضافت المصادر نفسها، أنه في انتظار هذا المشروع الذي سيرى النور بداية العام المقبل 2021، تم الاتفاق على أن يتم قطع الماء بشكل كلي عن جماعة سيد الزوين ابتداء من الساعة 12 ليلا إلى غاية السادسة صباحا، من أجل ملء الخزانين وضمان التوزيع خلال النهار حيث ترتفع وتيرة الاستهلاك، وتم تشكيل لجنة للسهر على تنفيذ هذا البرنامج. وتعاني عدد من الدواوير والقرى ضواحي مدينة مراكش، من أزمة العطش، حيث تم تسجيل انقطاعات للماء لمدد طويلة، أخرجت السكان في وقفات ومسيرات احتجاجية، قبل أن تدخل ولاية جهة مراكشآسفي على الخط وتتفاعل مع هذه الأزمة ومعاناة السكان.