أفاد البروفيسور نوفل ملاس، رئيس مصلحة الأنكولوجيا بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن التدخين يعد من أكثر العادات السيئة المسؤولة عن الإصابة بأمراض مزمنة والأكثر شيوعا وفتكا، ومنها أمراض القلب والشرايين والالتهابات الرئوية المزمنة، إذ يوجد من بين 10 مرضى بسرطان الرئة، 9 مصابين إما مدخنين أو منقطعين حديثا عن التدخين، وفقا لما أثبتته مجموعة من الدراسات الوبائية. ويعد سرطان الرئة المرتبط بالتدخين الأكثر انتشارا على الصعيد العالمي والأكثر إماتة، يصيب 2 مليون حالة سنويا على الصعيد العالمي، ويفتك بمليون و700 ألف وفاة سنويا، يضيف البروفيسور ملاس، اختصاصي في علاج أمراض الأنكولوجيا. وفي المغرب، يشكل سرطان الرئة أحد الأمراض الفتاكة والأكثر انتشارا، يرتبط ارتباطا وثيقا بالتدخين، إذ يشكل 20 في المائة من السرطانات المسجلة عند الرجال، ويعد المسؤول عن إصابة 6 آلاف حالة سنويا، وهو المسؤول الأول عن وفاة 5 آلاف حالة منهم سنويا، يؤكد البروفيسور نوفل ملاس. وفي هذا الصدد، دعا البروفيسور نوفل ملاس إلى ضرورة الإقلاع عن التدخين لتجنب إيذاء النفس والآخرين عن طريق التدخين السلبي، ذلك أن الابتعاد عن السجائر يمكن من تجنب 90 في المائة من الأمراض المزمنة والفتاكة، وفقا لما أكدته المنظمة العالمية للصحة التي توصي بالوقاية والابتعاد عن التدخين وتجنيب المجتمع ويلاته ومصاريفه الصحية الباهظة. وأوضح الاختصاصي ذاته، أن التدخين يتسبب في مشاكل صحية بالقلب والشرايين وبالجهاز التنفسي، حيث يصيب الرئة بالتهابات مزمنة، تتسبب في الفشل التنفسي وعن حالات وفيات كثيرة بسبب الضرر البالغ الذي يدمر الشعب التنفسية والهوائية المؤدية إلى الوفاة. ومن مخاطر التدخين أيضا، مسؤوليته بشكل مباشر عن الإصابة بسرطان الحنجرة والبلعوم والمثانة في المغرب، إلى جانب تهديده لحياة المصابين بسبب الكشف المتأخر عنه. من جهة أخرى، أضاف البروفيسور ملاس، أن التدخين يعد المسؤول عن الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي، سيما على المستوى العلوي منه، وخصوصا المرئ، إلى جانب مسؤوليته عن سرطان الرئة والأنف والحنجرة والمتانة، بالموازاة مع ما تسجله مراكز الأنكولوجيا من أنواع أخرى من سرطانات الأمراض المزمنة المرتبطة بالتدخين، مثل تصلب الشرايين والجلطات الدموية.