التدخين أو الاستنشاق هو تلك النوبات من احتراق التبغ وسحب دخانه بالفم، ليتم دخول أثر احتراقها من دخان وما يحمله أثر احتراق التبغ في الفم والأنف، ومنهما إلى الجهاز التنفسي للإنسان... ويتم التدخين بطرق متنوعة، كالسجائر الورقية الملفوفة أو الغليون وغيرهما... وحتى عام 1940، كان التدخين يعتبر غير مؤذ، ولكن المعمل والبحث الإكلينيكي أثبت أن التدخين خطر على الصحة، حيث تحتوي السيجارة العادية الواحدة على حوالي 4000 مادة كيميائية بعضها سام بدرجة كبيرة... وهناك، على الأقل، 43 من هذه المواد تسبب السرطان... ويعتبر النيكوتين المادة الرئيسية في دخان التبغ وكلاهما سام بدرجة كبيرة، حيث يسبب التدخين أمراضا خطيرة كثيرة، يؤدي بعضها إلى الموت، كسرطان الرئة وتصلب الشرايين. والرئة هي مخزن التنفس، وهي الجزء الأساسي في الجهاز التنفسي. الآثار الصحية للتدخين تقدّر جمعية السرطان الأمريكية أن السجائر مسؤولة عن أكثر من 400000 وفاة في الولايات المتّحدة .أما نسبة الموتى من المصابين بسرطان الرئة فهي، تقريبا، 90 في المائة. والتبغ مسؤول عن 90 %من سرطان الرئة. ويعتبر المدخنون في تعرض لخطر زائد من سرطان الحنجرة والتجويف الشفوي، المريء، المثانة والكلية و البنكرياس. ويزيد التدخين من خطر الموت ومن الالتهاب الرئوي المزمن ومن انتفاخ الرئة وزيادة مضاعفات أمراض القلب وشرايينه. كما يزيد التدخين من حالة السكتة الدماغية بنسبة 50 %. إنه يسبب سرطان الفم ويزيد في أمراض الحلق والحنجرة والبلعوم والمريء. وأما نسبة زيادة سرطان الرئة وانتفاخ الرئة فتعتمد على طريقة الاستنشاق وكمية التدخين، حيث يحتوي السيجار ودخان الغليونعلى المركبات السامة و السرطانية. ورغم ذلك، فإن مبيعات السيجار قد تضاعفت في السنوات الأخيرة. وقد نشرت وكالة حماية البيئة (EPA) في أمريكا بيانا أكدت فيه أن التدخين يسبب حالات سرطان والتهابا رئويا حتى لنسبة من غير المدخنين، حيث أكدت الدراسة موت 3000 شخص غير مدخن، بسبب استنشاقهم عناصر الدخان السامة... ولا يؤثر التدخين على المدخن فقط، بل على أفراد العائلة أيضا، وخصوصا الأطفال.. فالأطفال الذين يكون آباؤهم مدخنين هم أكثر عرضة لأمراض، كالأنفلونزا وأمراض الأذن والربو والالتهاب الرئوي... أما الأطفال المولودون من آباء وأمهات مدخنين فيكونون أخف وزنا وأكثر عرضة لأمراض تنفسية، وهم أكثر تعرضا لأنْ يدخنوا في سن المراهقة وعند البلوغ... حقائق عن التدخين و سرطان الرئة هناك علاقة بين التدخين وسرطان الرئة، فالتدخين سبب رئيسي لسرطان الرئة، فقد لوحظ إحصائيا وجود علاقة مباشرة بين عدد السجائر التي يتم تدخينها وبين احتمال الموت من أنواع معينة لسرطانات الرئة. هناك شكل واحد لسرطان الرئة (adenocarcinoma) الذي وقد يصاب به من لم يدخّنوا أبدا. ومؤخرا، أساء الإعلام في المملكة المتّحدة تفسير تقرير علمي عن العلاقة بين التدخين السلبي وسرطان الرئة. وقاد عدد من الناس إلى اعتقاد أن ليس هناك علاقة بين الاثنين. لكن التدخين السلبي، علميا، يكون سببا في سرطان الرئة أيضا. د. عمر العراقي أخصائي الأمراض التنفسية والحساسية [email protected]